احتفل العالم أمس الأول من أكتوبر باليوم العالمى للمسنين، وهم وذووهم فى أمس الحاجة إلى التعرف على المغنيسيوم ودوره فى الحياة وارتباط نقصه بالكثير من أمراض الشيخوخة.
قل المغنيسيوم فى وجبات الإنسان الحديث نتيجة تناول السكر والكحول مما زاد من إفراز المغنيسيوم فى البول، وتدهورت نوعية التربة الزراعية عالميا بسبب استخدام الأسمدة التى تحتوى على كميات كبيرة من البوتاسيوم، وهو مضاد للمغنيسيوم، مما أدى إلى انخفاض المغنيسيوم فى الأطعمة، وتكرير الحبوب.
يلعب المغنيسيوم دورا هاما فى مجموعة واسعة من العمليات البيوكيميائية، وهو عامل مساعد لـ300 وظيفة فى الجسم. تشمل بعض المشاكل الصحية التى تم ربطها بنقص المغنيسيوم الربو الشعبى، ونقص المناعة، وقلة التركيز. نحتاج المغنيسيوم لتستمر أجهزة أجسادنا قادرة على العمل، ولنظل أحياء، وهو موجود فى كل نوع من الخلايا، وكل عضو فى كل كائن حى.
المغنيسيوم ضرورى لامتصاص الكالسيوم، والتوازن بين الكالسيوم والمغنيسيوم هام للعظام والأسنان. هناك حاجة إلى المغنيسيوم لنقل الكالسيوم عبر أغشية الخلايا. والكالسيوم وحده ليس كافيا، وبدون المغنيسيوم لن يتمكن الجسم من الاستفادة من الكالسيوم بشكل كامل. هناك علاقة عكسية بين تدخين التبغ والتوتر ونقص المغنيسيوم.
المغنيسيوم يرفع المناعة، ويزيد من قلوية الدم مما يرفع المناعة، ويزيد من مضادات الأكسدة، ويقلل من الاجهاد والتوتر ويحمى الميتوكوندريا، وهى عضيات شبه مستقلة داخل كل خلية، يمكن أن تتضاعف من تلقاء نفسها,بدون الحاجة لنواة الخلية,وتشكل أيضا البروتينات المطلوبة دون تدخل النواة .
المغنيسيوم أساسى للحياة، و ضرورى لإنتاج الطاقة فى الميتوكوندريا,و بالتالى هام للحفاظ على الخلايا، و صيانة الوظائف الخلوية، و سلامة الأنسجة. لن تتمكن أى خلية من البقاء على قيد الحياة، و انتاج الطاقة اللازمة لها للحفاظ على الحياة فى غياب الميتوكوندريا,و هى محطة توليد الطاقة داخل الخلية، و الميتوكوندريا موجودة فى كل من الخلايا النباتية و الحيوانية. تحرق الميتوكوندريا الأكسيجين و الجلوكوز لإنتاج الطاقة.
يلعب المغنيسيوم دورا فى استقرار جميع المركبات متعددة الفوسفات فى الخلايا، بما فى ذلك تلك المرتبطة بالحمض النووى دى أن إيه. ويعمل على استقرار مستوى السكر فى الدم، و يساعد فى إفراز هرمون الأنسولين و دخوله الخلايا .
المغنيسيوم هام لمرور عدد من المغذيات مثل الجلوكوز عبر الغشاء الخلوى للخلية، والجلوكوز هو مصدر الوقود الرئيسى للمخ، ويحتاج المخ إلى مستوى معتدل من الجلوكوز لإنتاج الطاقة اللازمة للقيام بوظائفه. الذين يعانون من مرض السكر أكثر عرضة لانخفاض المغنيسيوم، و ارتفاع مستويات السكر فى الدم يزيد من فقدان المغنيسيوم فى البول، و هذا بدوره يخفض مستويات المغنيسيوم فى الدم.
المغنيسيوم مهدئ للمخ، إذ يكسب الاسترخاء عن طريق زيادة الموصل العصبى الجابا فى المخ، و هو موصل عصبى أساسي، يهدئ نشاط الدماغ. عند إنخفاض الجابا يصبح من المستحيل على المخ الاسترخاء، و نقص الجابا سبب رئيسى فى القلق و نوبات الذعر . المغنيسيوم من العناصر الغذائية القليلة المعروفة التى تعين المخ على المرونة العصبية و العودة لطبيعته. يزيد المغنيسيوم من هرمون السيروتونين و هو هرمون السعادة، و هرمون الميلاتونين الخاص بالنوم و الساعة البيولوجية .
يعزز المغنيسيوم قدرة الكبد على إزالة السموم، و التخلص من الأمونيا الضارة بالجسم . نقص المغنيسيوم قد يشكل عاملا هاما فى التسبب فى ارتفاع درجة الحرارة الجسم الشديد، و الإصابة بضربات الشمس .
الأطعمة الغنية بالمغنيسيوم هى السبانخ، و بذور القرع، و الزبادى، و المكسرات والبقول والتين، والأفوكادو، والحبوب الكاملة، والشيكولاتة الداكنة، والموز، وسمك السلمون، والكزبرة، والخرشوف، والبقدونس، والبيض، والبطاطس، والخيار .
نقص المغنيسيوم يسبب الشيخوخة الخلوية، و الشيخوخة ترتبط بانخفاض المغنيسيوم، و قد يسرع انخفاض المغنيسيوم الشيخوخة الخلوية عن طريق الحد من استقرار الحمض النووى و قلة تخليق البروتينات و نقص كفاءة الميتوكوندريا . يمكن أن يحدث نقص المغنيسيوم فى كبار السن لعدة أسباب مثل قلة تناول المغنيسيوم مع سوء تغذية، أو إدمان شرب الخمور، أو التغذية الكاملة بالوريد، أو لزيادة دخول المغنيسيوم إلى الخلايا مثل حالات التهاب البنكرياس الحادة.فقدان المغنيسيوم فى البول يحدث نتيجة استخدام أدوية مدرة للبول، أو بعض المضادات الحيوية، أو بعض الأمراض الوراثية ,أو زيادة الكالسيوم فى الدم.فقدان المغنيسيوم من الجهاز الهضمى يحدث مع الإسهال، أو القيء، أو تفريغ محتويات المعدة بالشفط.