وجد علماء في مركز ريكن للعلوم الطبية التكاملية في اليابان أن الخلايا التائية (الخلايا المناعية التي تساعد على حماية الجسم من الالتهابات والسرطان) تغير عملية التمثيل الغذائي في الجسم عند تنشيطها، وأن هذا التنشيط يؤدي فعليا إلى تغييرات في السلوك.
والمعروف أن الخلايا التائية الفردية تغير آلية تمثيلها لتلبية احتياجاتها من الطاقة بعد تفعيلها، ولكن تأثير الأيض النظامية للتفعيل المستمر للجهاز المناعي ظل غير مستكشف.
ولفهم الآثار النظامية، نظر الباحثون فى آلية تنشيط الخلايا التائية في الفئران، وتم التعديل الوراثي لعدم وجود مستقبلات سطحية تدعى (بد- 1)، وهو أمر ضروري لتثبيط نشاط الخلايا التائية، ولوحظ أن الخلايا التائية ظلت نشطة في الفئران دون مستقبلات مماثلة لتلك الموجودة في الجهاز المناعي للأشخاص الذين يعانون من أنواع معينة من أمراض المناعة الذاتية.
وفي هذه الفئران، وجد أن الأحماض الأمينية - الجزيئات التي تستخدم لبناء البروتينات - تم استنفادها في الدم، وأنها زادت في الخلايا التائية نفسها، مما يسهم فى إحداث تغيير فى الخلايا التائية.
وقام الفريق بتتبع وتصوير الأحماض الأمينية في العديد من الأعضاء، ووجد أن استنزاف الأحماض الأمينية من الدم كان يحدث بسبب تراكم الأحماض الأمينية في الخلايا التائية المنشطة في الغدد اللمفاوية، مما يدل على أن الاستجابات المناعية القوية أو طويلة الأمد يمكن أن تسبب التغيرات الأيضية في أماكن أخرى من الجسم.