كشف الدكتور طارق عمر أستاذ طب الأطفال والأمراض العصبية ،ورئيس وحدة الامراض العصبية بالمستشفى الاطفال الجامعى بالشاطبى بالإسكندرية ، أنه يمكن استخدام الحمية الغذائية الكيتونية فى علاج مرض الصرع فى الاطفال بدلا من استخدام الأدوية ،موضحا أن هذه الحمية يستجيب لها المريض المستعصى حالته للعلاج الدوائى، كما يمكن استخدامها لمريض الصرع الذى يمكن أن يستغنى عن العلاج .
وقال فى تصريح خاص لـ "انفراد " أنه تم تطبيق هذا الأسلوب من خلال تجربة مستشفى الشاطبى بالاسكندرية ،والتى نجحت فى علاج مرضى الصرع باتباع نمط غذاء يعتمد على الامتناع تماما عن السكريات ،والنشويات ،وتناول الدهون ،وقليل من البروتينات .
امتنع عن تناول الكيك والجاتوة والارز والمكرونة
وأوضح أن هذه الحمية الكيتونية هى نظام غذائى علاجى يتعمد على أن المريض يلتزم بأسلوب معين من الغذاء ،مثل الامتناع تماما عن الحلويات ،والسكريات والنشويات والإكثار من الدهون ،والاحتفاظ بالنسب المعينة الطبيعية للبروتين ، وأمثلة السكريات والنشويات هى الأرز والمكرونة والعيش، والكيك ،والحلوى، والجاتوة ، وعليه أن يتناول الدهون مثل الزبدة، والكريمة ،والزيت ،وكلها تقلل من نوبات الصرع ،بالإضافة إلى البروتين مثل الأسماك ،واللحوم ،وأخصائى التغذية يقوم بحسابها بطريقة محددة، والذين لديهم خبرة بالتنسيق مع طبيب الأطفال المتخصصين نعالج الصرع .
وأوضح أن هناك أنواع من الصرع المستعصى تستجيب لهذا الاسلوب الغذائى فى الطعام ، ولا نلجأ له الا إذا فشل العلاج بأدوية الصرع فى الحالات المستعصية للعلاج ،ويتطلب التزام من الاهل ،لأن الطفل أو المريض لن يستطيع أن يتناول اى طعام ألا الذى يحدده له الاهل، من هذه المكونات فقط ،والأم لابد أن تزن مكونات الاكل وتقوم بوزن الطفل بشكل دائم ،ولابد من قياس مستوى السكر بالدم باستمرار ، موضحا أن بعض الفواكه والخضروات مسموح بها والتى تحتوى على الألياف ، وممنوع تناول العنب ، والتين، والمانجو ممنوعة تماما لانها تحتوى على كميات كبيرة من السكريات .
وأشارت إلى أن أسلوب الاكل يجعل المريض يتكون لدية احماض كيتونية ، وهذه الأحماض نتيجة الدهون التى أكلها تسبب حموضة بالدم فتعمل على احباط النشاط الصرعى الذى يعانى منه الطفل .
وأضاف أنه مع اكتشاف أدوية الصرع الكثيرة لم يعد يستخدم هذه الأنظمة الغذائية ،ولابد من تفهيم الأسرة أن هذا النظام الغذائى يتم التعامل معه مثل العقاقير تماما ،وإذا حقق أهدافه يمكن سحب النظام الغذائي بالتدريج ،اذا لم يحدث نوبات صرعية ويعيش حياته ،وهو مثل العقاقير الطبية تماما ،ولكن فائدته أنه يمكن الاستغناء عن بعض الأدوية ، وأخصائى التغذية هو الذى يبتكر وجبات طعمها مقبول بالنسبة للطفل ، حتى يقبل عليها ، حيث يمكن صنع الكيك من اللوز المطحون بدلا من الدقيق ويمنع عنه المخبوزات تماما اذا تم استخدام الحمية الكيتونية معه ، ومن خلال اخصائى التغذية يمكن تحديد كمية اللحوم والأسماك ،والدواجن ،ولكن بكميات محددة .
نسب الاصابة العالمية
وقال لا توجد احصائية دقيقة عن مرضى الصرع فى مصر ،موضحا أن النسب من 5 إلى 6 حالة فى الألف ،وهى معدلات عالمية ،ونسب حدوثها فى الأطفال أكثر من الكبار ،وهى نتيجة أمراض وراثية ،وجينات لدى الطفل ، ويمكن أن يحدث الصرع نتيجة اصابات المخ أثناء الولادة أو الحمل أو العيوب الخلقية أو أمراض التمثيل الغذائى.
الوصف الدقيق لنوبة الصرع لتحديد العلاج
وأضاف أن أعراض الصرع خاصة فى الاطفال يعتمد على وصف دقيق للنوبات ،هو يؤكد التشخيص ويمكن ان نبدأ بالعلاج قبل أن نلجأ الى رسم المخ، والذى يحدد نوع العلاج ،ولكن الركيزة الاساسية فى العلاج هى النوبات الصرعية.
تعرف على أهم المعتقدات الخاطئة المرتبطة بالصرع..
وأشار الدكتور طارق عمر إلى أن هناك بعض المعتقدات الخاطئة لدى مريض الصرع ، حيث ارتبط بمرض الصرع عدد من المعتقدات ، أهمها :أنه لا توجد ممنوعات لدى مريض الصرع ،ويتم وصف دقيق للحالة من قبل الأهل أو من خلال تسجيل النوبة بالفيديو، وعرضها على الطبيب ، موضحا انه لا يوجد ممنوعات ،ويمكن أن يستخدم جميع الوسائل الحديثة مثل الكمبيوتر، و"الآى باد" "والتاب" "والموبايل " ويمارس حياته بشكل طبيعى، ويمارس الرياضة بشكل طبيعى ،ولكن ممنوع عنه الغطس، والملاكمة وهى أشياء يمكن التحفظ عليها والاحتياطات المهمة هو ضرورة النوم الجيد ،والتغذية الجيدة وضبط مستوى السكر فى الدم ، ولا توجد موانع لمريض الصرع.