ينطلق اليوم المؤتمر الدولى الأول للغدد الصماء والسكر، والذى تنظمه الجمعية المصرية للغدد الصماء والسكر وتصلب الشرايين، بالتعاون مع الجمعية الأمريكية للغدد الصماء.
يقام المؤتمر الأول من نوعه فى مصر، خلال الفترة من 17 إلى 20 ديسمبر بفندق شتيجنبرجر بمدينة الأقصر.
وعلى مدار جلساته، يناقش المؤتمر كل ما يتعلق بمرض السكر، و الأسباب وطرق التشخيص والمضاعفات وطرق الرعاية الطبية المقدمة للمرضى وأفضل البدائل العلاجية المتاحة على المستوى العالمى والمحلى.
ويشارك فى المؤتمر، أكثر من 1000 طبيب ومتخصص بمجال الغدد الصماء والسكر من جميع أنحاء العالم، بالإضافة إلى 18 متحدث عالمى من الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا وآسيا، و10 متحدثين من مصر.
ومن بين الموضوعات التي يناقشها المؤتمر الدولى بدورته الأولى، انخفاض مستوى السكر بالدم Hypoglycemia، طرق إدارة السمنة المفرطة، الأنسولين القاعدى فى علاج السكر، طرق إدارة السكر من النوع الثانى، أمراض الأعصاب والسكر، القدم السكرى، علاقة السكر بأمراض الكبد والكلى وغيرها من الموضوعات الأخرى.
تطرق المؤتمر، بشكل أساسى لمناقشة أحدث الدراسات الخاصة بأسباب ومخاطر وطرق تفادى انخفاض مستوى السكر فى الدم لدى المصابين، حيث أوضحت الدراسات أن انخفاض مستوى السكر يحدث عندما يتناول مرضى السكر جرعات خاطئة من علاجهم، أو عند أخذ جرعة الأنسولين بالتوقيت الخاطئ، أو عدم تناول الطعام فى الأوقات المناسبة، أو أخذ الجرعة بمكان خاطئ أو طريقة خاطئة.
ومن الضرورى، استشارة الأطباء فيما يتعلق بأفضل الطرق للتعامل مع انخفاض مستوى السكر بالدم، خاصة أن 15% فقط من مرضى السكر من النوع الثانى يستشيرون طبيبهم عن إصابتهم بنقص مستوى السكر بالدم، ويقوم 43% من مرضى السكر من النوع الثانى بتعديل جرعة الأنسولين الخاصة بهم عند شعورهم بنوبة غير شديدة من نقص مستوى السكر فى الدم، بينما يقوم 74% من مرضى السكر من النوع الأول بتعديل جرعة الأنسولين الخاصة بهم بعد شعورهم بنوبة شديدة من انخفاض السكر.
ويقول الأستاذ الدكتور فهمى أمارة أستاذ الغدد الصماء والسكر بطب الإسكندرية ورئيس الجمعية المصرية للغدد الصماء والسكر وتصلب الشرايين، ورئيس المؤتمر: "يُعانى من مرض السكر حوالى 382 مليون شخص بالعالم، ومن المتوقع أن يصل عدد المصابين به إلى 592 مليون شخص بحلول عام 2035. ويعتبر انخفاض مستويات السكر فى الدم من الأمور المقلقة لدى الطبيب و المريض معا بسبب تأثيرها الضار على المريض من الناحية الصحية".
ويتحدث الأستاذ الدكتورمحمد البحراوى- أستاذ الأمراض الباطنة والسكر بطب الإسكندرية ونائب رئيس المؤتمر، عن انخفاض مستوى السكر فى الدم بقوله: "إن غيبوبة انخفاض السكر تنتج عن نقص مستوى الجلوكوز بالدم، وتتمثل أهم أسبابها فى تناول جرعة كبيرة من علاج السكر، أو عدم تناول الوجبات فى موعدها، ومن أعراض انخفاض السكر بالدم فقدان الوعى، والعرق بغزارة، وشحوب لون الوجه، وزيادة ضربات القلب، والصداع، وزغللة العين، ورعشة الأطراف والإحساس بالهبوط العام، والإرهاق الشديد وفقدان التركيز أو فقدان الوعى. وغالبا ما يكون مستوى السكر بالدم أقل من 70- مليجرام /ديسيلتر.
ويضيف، من الأفضل فى هذه الحالة أن نعطى المريض نصف كوب مشروب سكرى مثل العصير، وفى حالة الغيبوبة نلجأ فورا إلى المستشفى، لأن أى تأخير يكون فيه خطورة شديدة على المريض، كما يؤدى تكرار نوبات انخفاض السكر فى الدم لعدم قدرة الجسم على الاستجابة الذاتية للتعامل مع نوبات انخفاض السكر، مما قد يؤدي لزيادة مخاطر إصابته بالنوبات الشديدة من هذه الحالة".
وأضاف الدكتور محمد البحراوى، أن هناك علاج جديد من الجيل الثانى من عقاقير الأنسولين، وهو عقار ديجلوديك التى أتاحت تقنية تصنيعه إمكانية تناوله مرة واحدة فى أى وقت من اليوم، ليستمر تأثيره فى ضبط مستوى السكر بالدم أكثر من 42 ساعة، مما يقلل نوبات انخفاض السكر.
كما كشف المؤتمر، عن انتصار علمى جديد أمكن تحقيقه بظهور دواء جديد لعلاج مرض السكر من النوع الثانى يماثل في تركيبته ٩٧٪ من الهرمون الطبيعى داخل الجسم، مما يقلل الاجسام المضادة والاحتفاظ بفعاليته داخل الجسم، فيما أتاحت تقنية تصنيعه تناوله مرة واحدة في اليوم، ليستمر تأثيره فى ضبط مستوى السكر بالدم دون انخفاض على مدار الـ ٢٤ ساعة، مما يجنب المريض نوبات الدوخة والإغماء، وأضيف لقدرات العقار الجديد "ليراجلوتيد" ميزة أبطاء حركة المعدة مما يترتب عليه خفض الوزن مما يمثل طفرة كبيرة بالنسبة لمرضى السكر من النوع الثاني لمعاناة أغلبهم من السمنة، فيما وصف الدواء بأنه ثورة علمية وليس مجرد اسم جديد في طابور الادوية لأنه يقوم بالاهتمام بالمضاعفات أو الأثار الجانبية التى تواجه أغلب مرضى السكر.
وعلاج السكر الجديد "ليراجلوتيد" يُعد واحدًا من الأدوية التى يمكن للمريض استخدامها مرة واحدة يوميًا بدون التقيد بمواعيد الطعام، مما يتيح الفرصة للمرضى فى ممارسة الأنشطة اليومية بصورة طبيعية، ويتميز بخفض خطورة التعرض للانخفاض الشديد فى سكر الدم، وتحسين الأداء الوظيفى لخلايا بيتا، مما يسمح بزيادة إفراز الأنسولين ".
ومن أهم البدائل العلاجية الجديدة لمرض السكر، عقار ليراجلوتيد و يمثل ليراجلوتيد عقاراً جديداً لعلاج السكر من النوع الثانى دون التأثير على وظائف الكلى، و يماثل فى تركيبه ٩٧٪ من الهرمون الطبيعى داخل الجسم، مما يقلل الأجسام المضادة وبالتالى الاحتفاظ بفعاليته داخل الجسم، حيث يتم تناول العقار الجديد مرة واحدة في اليوم ليمتد تأثيره فى ضبط مستوى السكر بالدم دون انخفاض على مدار 24 ساعة، مما يجنب المريض نوبات الدوخة والإغماء،و يتيح للمرضى ممارسة الأنشطة اليومية بصورة طبيعية، وتحسين الأداء الوظيفى لخلايا بيتا، مما يسمح بزيادة إفراز الأنسولين".
الجدير بالذكر، أن مصر تعانى من أعلى المعدلات لانتشار مرض السكر في العالم، حيث تبلغ نسبة المصابين بالمرض أكثر من 15.6% من إجمالى عدد البالغين بالبلاد، وهو ما يمثل 7.5 مليون مريض تقريباً، وبالتالي تشغل مصر المرتبة التاسعة عالميا من حيث عدد المصابين بالمرض ونسب انتشاره. وللمرض شق وراثى وآخر يتعلق بأسلوب الحياة ونمط الغذاء ومستوى الرعاية الصحية، ومن المتوقع أن يصل عدد المصابين به إلى 13 مليون شخص بحلول عام 2030.