يحتل مرض الفشل الكلوي موقعا متقدما في نسب الإصابة بين المصريين، الأمر الذي يضاعف الأعباء على المريض والدولة معا من الناحية الصحية والاقتصادية؛ لذا وجب البحث في الأسباب التي تسبب مرض الفشل الكلوي في مصر.
الأملاح والمبيدات والفلزات الثقيلة ترفع من معدلات الفشل الكلوي بين المصريين
أكد الدكتور سامح صابر عيد، مدرس الأدوية و السموم بكلية الصيدلة بالدلتا، في تصريح لـ "انفراد" على وجود ارتباط قوي ومباشر بين ارتفاع نسبة الأملاح في مياه الشرب، وزيادة نسبة الإصابة بأمراض الفشل الكلوي، لافتا إلى أن ارتفاع نسبة الفلاحين في الريف المصري الذين يعانون من أمراض سببها شرب المياه الملوثة بالفلزات الثقيلة مثل: الزرنيخ والرصاص والزئبق والكادميوم ، نتيجة صرف بعض المصانع لمخلفاتها في المجاري المائية، علاوة على التأثير الضار لتعامل الفلاح مع المبيدات الحشرية الكيميائية أثناء الزراعة، وتلوث بعض المنتجات الغذائية التي تحتوي على مواد حافظة غير مصرح بها، فتؤدي إلى الإصابة بالفشل الكلوي، وسرطان المثانة.
خد بالك من المسكنات
شدد "عيد" على عدم استسهال تعاطي الأدوية بأنواعها المختلفة إلا بعد استشارة الطبيب خصوصا المسكنات بأنواعها؛ لأن الافراط في تناولها دون داع يؤثر سلبا على خلايا الكلى وأداء وظائفها.
الفطريات الموجودة في المواسير وشبكات تحلية المياه تسبب الفشل الكلوي
أضاف "عيد" بأن بعض أنواع الفطريات المنتشرة في مواسير وشبكات تحلية المياه تسبب الفشل الكلوي، والالتهابات الخلوية، التى تصيب الكلى ولا يشعر بها المريض إلا بعد تفاقم المرض، ومع وصوله إلى مراحل متأخرة تموت مرشحات الكلية وتتوقف عن أداء وظيفتها، والنتيجة هي علاج بالغسيل الكلوى، أو استئصال الكلية التالفة.
صناعة الدواء تضاعف الأزمة
أضاف "عيد" أن صناعة الدواء فى مصر قد تكون سببا أيضا فى تفاقم المشكلة ، حيث أنه أحيانا تتعمد بعض شركات الأدوية بتوفير أصناف دوائية معينة، ومنع البعض الآخر؛ لرفع سعرها ومضاعفة أرباحها؛ الأمر الذي يضع المريض في وضع اضطراري للجوء لسوق الأدوية السوداء لتوفير احتياجاته من الدواء، أو اللجوء للعلاج البديل المستورد ذو القيمة الباهظة؛ فتزداد تكلفة العلاج و تضاعف الأعباء على المريض نفسيا وبدنيا وماديا.