أكد الدكتور ياسر عبد الرؤوف، أستاذ السكر والغدد الصماء بطب طنطا، أنه من الممكن تأخر ملاحظة الأسرة لعدم وجود علامات البلوغ حتى بداية سن المراهقة، حين يبدأ الطفل الشكوى من قصر القامة، أو تأخر ظهور شعر بالوجه للأولاد، أو بروز الثدى للبنات بالنسبة لأقرانهم بالمدرسة، أو من الأقارب، وقد يكون ذلك مصاحبا بقصر القامة.
وأشار الدكتور ياسر عبد الرؤوف، فى تصريحات خاصة لـ"انفراد"، إلى أنه من الممكن أن يلاحظ الأهل عدم وجود شعر بالأجزاء الحساسة من الجسم، أو صغر حجم الخصيتين لدى الأبناء، وقد تظهر المشكلة مع إبداء الملاحظات من الأقران أو الأهل عن عدم ظهور علامات البلوغ أو قصر القامة، موضحاأن تأخر ظهور علامات البلوغ أو قصر القامة يستدعى مراجعة طبيب الغدد الصماء.
وقال أستاذ السكر والغدد الصماء إنه على الطبيب التعرف التام على سن البلوغ لدى الأب والأم، حيث إنه من الممكن أن يكون سبب تأخر النمو وراثيا، إلا أنه لا بد من الإشارة إلى ضرورة تأكد الطبيب من عدم وجود حالات مرضية مزمنة، أو خلل بالغدد الصماء، أو خلل كروموسومى بسبب خلل النمو قبل التعامل مع الحالة.
وأوضح الدكتور ياسر أن علاج تأخر النمو الجنسى وقصر القامة المرتبط بأمراض مزمنة يستدعى علاج هذه الحالات، كقصور وظيفة الغدة الدرقية، أو مرض "سيلياك" الناتج عن الحساسية لبروتين الجلوتين بدقيق القمح الذى يؤثر على الامتصاص السليم للمواد الغذائية، وغيرهما من الأمراض المزمنة، وفى حالة تأخر البلوغ المرتبط بالوراثة فإن ذلك يستدعى طمأنة الأهل والطفل بأن الحالة مؤقتة وأن النمو سوف يكتمل بالشكل السليم فى سن مقارب لاكتمال نمو الآباء بالنسبة للأبناء، والأمهات بالنسبة للبنات، وكذلك يمكن إعطاء جرعات صغيرة من هرمون "التستوسترون" للأطفال الذكور أو هرمون "الاستروجين" للبنات، وذلك لفترات ما بين 6 أشهر أو عام مع فترة راحة بعد الـ6 أشهر الأولى قد تمتد إلى 4-6 أشهر، وهذه الجرعات الصغيرة كفيلة بإبراز العلامات الجنسية الثانوية ككبر حجم الذكر، وخشونة الصوت، وظهور شعر الشارب واللحية والعانة لدى الذكور، وبروز الثدى لدى الإناث، وكذلك يساعد على تسارع زيادة الطول.
وأضاف الدكتور ياسر أنه فى حالة تأخر النمو الناتج عن خلل دائم بالهرمونات الجنسية فإنه يتم إعطاء هرمون التستوسترون أو هرمون الاستروجين بجرعات تتزايد كل 6 أشهور، وصولا لجرعة البالغين فى خلال 3 سنوات، وهو الإجراء المتبع مما يساعد على ظهور العلامات الجنسية الثانوية، وكذلك يساعد على المحافظة على حيوية العظام.
وأكد الدكتور ياسر عبد الرؤوف أن دور هرمون النمو فى علاج هذه الحالات يعتبر محدودا، وأن زيادة طول الأطفال الذين يعانون من تأخر البلوغ يعتمد أساسا على الجرعات الصغيرة من الهرمونات الجنسية، ويمكن إعطاء الأدوية المثبطة لإنزيم الأروماتيز، بالإضافة للهرمونات الجنسية، والذى يساعد على الوصول للطول المناسب عند وصول الأطفال متأخرى البلوغ الجنسى إلى مرحلة النمو الكامل.