تعد معركة أبل مع مكتب التحقيقات الفيدرالى هى واحدة من أهم القصص التكنولوجية اليوم، والنتيجة ستكون لها آثار كبيرة على خصوصية المستخدم وسلامته، لكن فى حين أن مكتب التحقيقات الفيدرالى يطالب أبل فى فك تشفير 5c هاتف iphone للإرهابى "سيد فاروق"، يرفض عدد من وكالات التجسس الأخرى هذا الأمر وتقف فى صف التشفير القوى، وعلى رأسهم وكالة الأمن القومى NSA التى تقول مرارا وتكرارا أن هناك حاجة للتشفير القوى فى العصر التكنولوجى الذى نعيش فيه، كما انضمت وكالة المخابرات البريطانية GCHQ للأمر موضحة دعمها للتشفير القوى على شبكة الإنترنت.
ووفقًا للموقع الأمريكى BGR على الرغم من كشف تسريبات سنودن أن كلا من وكالة الأمن القومى وGCHQ أجرت حملات مراقبة جماعية متطورة، إلا أنهم يروا ضرورة الحفاظ على التشفير كوسيلة لضمان السلامة على الإنترنت، رغم أن وظيفتهم تتطلب المراقبة على جميع أنحاء شبكة الإنترنت.
وأوضح "روبرت هانيجان" رئيس GCHQ أثناء حديثه فى معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا يوم الاثنين، أن وكالات الاستخبارات فى المملكة المتحدة وأماكن أخرى بحاجة إلى بدء صفحة جديدة مع أهم الشركات فى مجال التكنولوجيا، قائلا "إنه ضد فك التشفير ولا أطالب بالحصول على ثغرات تسمح للوكالات المختلفة بالتجسس على الهواتف والأجهزة الذكية، وأشعر بالحيرة من النقاش والجدال الذى سيجرى الآن فى هذه القضية، إذ ينظر لكل محاولة للتصدى لإساءة استخدام التشفير من قبل المجرمين والإرهابيين كمحاولة للحصول على باب خلفى للتجسس على المستخدمين، فهو مصطلح يكثر استخدامه ويساء تطبيقه فى الكثير من الأحيان والحالات".
وأضاف أنه فى الوقت نفسه هناك ضرورة ملحة لبناء علاقات جديدة مع قطاع التكنولوجيا، لكنه لم يوضح كيف تخطط GCHQ لمحاربة الإرهاب ودعم التشفير فى نفس الوقت، لكنه قال إن التهديدات التى يتعرض لها المجتمع يجب التعامل معها، مؤكدا أن بعض الناس سيعثرون على أماكن جديدة لإخفاء الأنشطة غير المشروعة، والقنوات الجديدة للاتصال، لذا تم إنشاء وكالات المخابرات للتصدى لتلك الأماكن للاختباء، لذا يجب تجنب تحويل الجهد من جميع الأطراف والحد من التوتر بين الحكومات والجهات الرئيسية فى العالم.