داخل شركات التكنولوجيا العملاقة لا تنحصر القرارات المهمة فقط على مجلس الإدارة، والمديرون ليسوا هم فقط من لديهم حق الاعتراض، إذ يمتلك الموظفون الذين يعملون داخل شركات "وادى السيلكون" الأمريكية صوتا مسموعا ومؤثرًا للغاية فى القرارات وإستراتيجية الشركات بالكامل، وهذا الأمر ظهر بقوة خلال الفترة الماضية، التى اتضح فيها أن الموظفين يمكن أن يغيروا أمورًا وسياسات صارمة داخل شركاتهم، وهذا إذا حاولت التلاعب بمبادئهم وأفكارهم وما يؤمنون به.
موظفون جوجل يمنعونها من مساعدة الجيش
وقعت شركة جوجل عقدًا مع البنتاجون ينص على تطوير الشركة الأمريكية العملاقة تقنيات ذكاء الاصطناعى يستخدمها الجيش الأمريكى لتحسين أداء الطائرات بدون طيار التى تستهدف وتراقب بعض الأهداف، وهذا الأمر أثار حالة من الغضب بين موظفين جوجل، الذين يؤمنون بأن شركتهم يجب أن تكون خارج أى شىء متعلق بالحرب، وأنه لا يجب تطوير أسلحة تستخدم لقتل البشر.
ووقع الآلاف من موظفى شركة جوجل، بما فى ذلك العشرات من كبار المهندسين، على رسالة احتجاج على تورط الشركة فى برنامج تابع للبنتاجون يهدف لاستخدام الذكاء الاصطناعى فى فحص الصور والفيديوهات، ويمكن استخدامه لتحسين استهداف هجمات الطائرات بدون طيار.
وجمعت تلك الرسالة 3100 توقيع، وقالوا فيها لـ"ساندر بيتشاى"، الرئيس التنفيذى للشركة: "نعتقد أنه لا ينبغى أن تساهم جوجل فى مجال الحروب"، وتطلب من الشركة الانسحاب من مشروع Maven.
وفى وقت سابق من هذا الشهر خضعت جوجل للموظفين، وأعلنت إنهاء صفقة "Project Maven" المثيرة للجدل مع البنتاجون، وأخبرت مديرة جوجل "ديان جرين" الموظفين أن ردة الفعل كانت رهيبة بالنسبة للشركة ودفعتها لإعادة التفكير فى المشروع المثير للجدل.
موظفو أمازون يرفضون تطوير تقنيات للحكومة
فى وقت سابق من هذا الأسبوع أرسلت مجموعة من موظفى أمازون رسالة موقعة إلى المدير التنفيذى "جيف بيزوس" يدعون بها الشركة إلى التوقف عن بيع برمجيات التعرف على الوجوه المتطورة لوكالات إنفاذ القانون.
وعلم موقع Business Insider أن أكثر من 100 عامل وقعوا على الرسالة، بما في ذلك بعض كبار المهندسين، وأولئك الذين وقعوا على الرسالة يريدون أن تتوقف الشركة عن توفير تلك التقنيات لأى جهة حكومية، كما يطلبون بتطبيق إجراءات قوية للشفافية تحدد وكالات تطبيق القانون التي تستخدم بالفعل تكنولوجيات الشركة.
وفي مايو الماضى، أفاد الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية بأن أمازون تساعد فى أعمال المراقبة الحكومية، إذ تبيع البرمجيات الخاصة بالتجسس للحكومات والشرطة، وتلك التقنيات مدعومة بالذكاء الاصطناعى ويمكنها في الوقت الفعلي "تحديد وتتبع وتحليل" وجوه ما يصل إلى 100 شخص من صورة واحدة.
موظفو مايكروسوفت يطالبون بوقف دعم هيئة الهجرة
قرر موظفون مايكروسوفت الانضمام حديثًا إلى زمائهم فى "وادى السيلكون" الأمريكى، ووقع أكثر من 100 موظف داخل Microsoft على رسالة مفتوحة إلى Satya Nadella المدير التنفيذى للشركة، يعبرون فيها عن معارضتهم عمل الشركة مع هيئة الهجرة بالولايات المتحدة.
وطالبوا بإيقاف عملها الكامل مع هذه الهيئة والتوقف عن تزويدها بأى من المنتجات والتقنيات التى يقومون بتطويرها، وهذا لأن تلك الجهة بفصل العائلات عن بعضها لأنها دخلت الدولة بشكل غير قانونى، ويريد الموظفون من الشركة أن يكون لها موقف صريح ضد هذا الأجراء المثير للجدل والذى يعارض روح التسامح الأمريكية.
وقالوا إن على الشركة العملاقة أخذ موقف أخلاقي واعتبار الأطفال والعائلات أهم من الربح المادى، ولم ترد شركة مايكروسوفت بشكل رسمى على هذا الأمر، ولكن التقارير تشير إلى أن الشركة تتخذ إجراءات لإرضاء الموظفين.
موظفو "فيس بوك" يجبرون المؤسس بالرد على فضيحة التسريبات
التزم "مارك زوكربيرج" الصمت فى بداية فضيحة "كامبريدج أنالتيكا" التى تسبب فيها أحد المطورين بتسريب بيانات 87 مليون مستخدم لـ"فيس بوك" لشركة استشارات سياسية ساعدت "ترامب" فى الانتخابات، ولم يعلق على أى شىء ولم يدافع عن الشركة، وهو الأمر الذى أثار غضب الموظفين.
وكشف تقرير سابق من موقع buzzfeed الأمريكى، عن أن هناك اجتماعًا قد عقد داخل الشركة شهدت استياء كبيرًا من قبل الموظفين بسبب صمت مديره التنفيذي "مارك زوكربيرج" الذى قرر عدم الحضور للاجتماع، وغياب مارك عن اجتماع الموظفين وعدم تعليقه بأي شيء حول هذه الفضيحة زاد من غضب موظفي الشركة وتركهم معرضين للانفجار في ثورة ضد المسؤولين عن الموقع الشهير في أي لحظة.
وهذا الأمر كان من أبرز الأسباب التى دفعت "زوكربيرج" للخروج والتحدث عبر صفحته الرسمية على فيس بوك وعقد مقابلة مع شبكة cnn للاعتذار وشرح ما حدث.