فى الوقت الذى تقترب فيه شركة "أبل" من الحصول على لقب أول شركة مساهمة أمريكية تصل قيمتها إلى "تريليون" دولار أمريكى، يرى بعض المحللين أن هناك فرصة لشركة أمازون عملاق التجارة الإلكترونية أن تسبق "أبل" إلى هذه المكانة، أو فى أسواء الأحوال أنه ينبغى على "أبل" بعد أن تبلغ هذا العرش، أن تستعد لعملاق أخر قد يزيحها عن مكانتها.
فقد كان المراقبون يعتقدون أن شركة أبل التى تقدر قيمتها بأقل من 940 مليار دولار فى الوقت الحالى، قادرة على الوصول إلى ترليون دولار أولا، إلا أنه بعد الأرباح الكبيرة التى حققتها شركة أمازون عقب يوم "برايم داى" جعلت قيمة أمازون السوقية تصل إلى 902 مليار دولار، لنجد أن أسهم شركة أبل ارتفعت هذا العام بنسبة 13%، فى حين ارتفعت أسهم أمازون بنسبة مذهلة بلغت 58%.
أمازون القادم بقوة من الخلف
فى بداية هذا العام كانت قيمة السوقية لشركة أبل أكبر بنسبة 50% من قيمة أمازون، إلا أنه حاليا تبلغ الفجوة بينهما نحو 10%، وهى تعتبر فجوة كبيرة بالنسبة لأمازون التى يجب أن تعثر على مزيد من الحلول لكى تتغلب على هذه الفجوة وتحافظ على تقدمها، خاصة وأنه فى عام 2018 وحده ارتفعت قيمة أسهم أمازون بمقدار 260 مليار دولار.
ولعل هذا النجاح لشركة أمازون بدأ منذ عام 2015، عندما بدأ المستثمرون فى الاعتقاد فى استراتيجية الأمازون، التى اعتمدت بشكل كبير على الإنفاق فى محاولة منها للوصول إلى كل جانب من جوانب حياة الناس بما فى ذلك المنزل والعمل والألعاب وحتى المجال الصحى، ومع تزايد طموحات أمازون مع مرور الأيام، ازداد حماس المستثمرين حول حجم الفرص المالية للشركة.
ورغم قفز أسهم شركة أمازون بنسبة 45% فى الأشهر الستة الأولى فقط من عام 2018، إلا أن شركة أبل تسير بثبات أعلى، وإن كان ذلك بوتيرة أبطأ، حيث إن وتيرة أسهم أمازون لا تزال غير ثابتة وهو ما يعتبر امرا مقلق، إذ تعتبر شركة أبل هى الشركة الأكثر ربحية على وجه الأرض، ففى بعض الحالات يصل دخلها الصافى فى ربع واحد أكبر من دخل أمازون فى تاريخها الكامل.
متى ستصل أبل أو أمازون إلى الترليون دولار
لكن محللى "وول ستريت" الذين يتتبعون آبل وأمازون وغيرها من القوى الكبرى فى مجال التكنولوجيا لا يتوقعون بالضرورة أن يصل أى منهم إلى تريليون دولار فى وقت قريب، وباستخدام متوسطالربح المستهدف فى 12 شهرًا لأكبر الشركات التكنولوجية الأمريكية، يربط المحللون القيمة السوقية المستهدف لشركة أبل بنحو 974 مليار دولار، مع وجود شركة Amazon و Microsoftوراء ذلك.
كذلك فهناك بعض المخاوف من تعطل مسيرة أمازون، خاصة إذا كانت هناك شكوك حول استراتيجية أعمال أمازون من قبل المستثمرين، فقد يصبح تقييمها المرتفع أمرا يقلل من قيمتها السوقية.
ولكى تصل شركة أبل إلى تريليون دولار، ينبغى أن يرتفع سعر سهمها إلى 203.45 دولار - وقد حدد عشرة من بين 22 محللاً سعر السهم المستهدف فوق هذا الرقم، أما متوسط سعر سهم أمازون المستهدف لدى المحللين فهو 1903 دولارات، وهو ما يرفع قيمتها السوقية إلى 923 مليار دولار، ولكى تصل إلى تريليون دولار، فإن سعر سهمها يجب أن يرتفع إلى 2061 دولارا، ومنح أربعة فقط من أصل 33 محللاً سهمها سعراً مستهدفاً أعلى من ذلك الرقم.