تراجع سهم فيس بوك نهاية الأسبوع الماضى بقوة بعد أن كشفت أرباح الشركة الفصلية الأخيرة عن تراجع نمو عدد المستخدمين فى الأسواق الرئيسية وارتفاع التكاليف المرتبطة بمعالجة التضليل والتدخل فى الانتخابات وقضايا الخصوصية، وبلغت الخسائر أكثر من 118 مليار دولار من القيمة السوقية للشركة، وتراجعت الثروة التى حققها "مارك زوكربيرج" المدير التنفيذى للشركة 16 مليار دولار، ويعد هذا الربع هو الأول للشركة منذ فضيحة "كامبريدج أناليتيكا".
وأثارت الخسائر الأخيرة كثيرا من الجدل حول قدرة فيس بوك على البقاء والتغلب على المشكلات المتكررة التى يواجهها حاليا، وأصبح هناك أراء تقول أنها بداية لنهاية هيمنة الشبكة الاجتماعية العملاقة على عالم التواصل الاجتماعى.
السبب أزمة فيس بوك الأخيرة؟
الركود فى أوروبا والولايات المتحدة، ، حيث يحقق فيس بوك الجزء الأكبر من عائدات الإعلانات، كان من أبرز الأسباب وراء الخسائر الأخيرة، وقال ديفيد واينر ، المدير المالى للشركة، بالتتابع فى الربعين الثالث والرابع من العام الجارى ستكون النتائج أيضا منخفضة عن السابق.
كما أن فيس بوك أصبحت تركز أكثر على ميزة "القصص" stories التى لا تحصل منها أى عائدات حتى الآن، بالإضافة إلى التعديلات اللى أجرتها لخدمة قانون الاتحاد الأوربى قللت من حجم البيانات اللى تقوم بجمعها عن المستخدمين وبالتالى قلت إيرادات الإعلانات.
هل لأزمة تسريب البيانات دور فى التراجع؟
استثمار الشركة فى زيادة الأمن على المنصة، بما فى ذلك معالجة التدخلات الانتخابية، والمعلومات الخاطئة وقضايا الخصوصية، هو مساهم رئيسى فى ارتفاع التكاليف، وهو ما أثر على صافى الأرباح بشكل كبير، ولكن تلك النفقات كانت ضرورية لأن ممارسات الخصوصية فى فيس بوك أصبحت تحت المجهر بعد أن كشفت صحيفة "أوبزرفر" فى مارس الماضى أن شركة "كامبريدج أناليتيكا" وصلت إلى بيانات ملايين المستخدمين دون إذن منهم.
وقلت "لينيت لونا"، المحللة الرئيسية فى جلوبال داتا، إن التغيرات التى أجراها فيس بوك لتلبية متطلبات قانون حماية البيانات الأوربى الجديد ساهم فى انخفاض عدد المستخدمين بين الربع الأول والربع الثانى من العام الحالى بمقدار 3 ملايين مستخدم.
ما مدى أهمية الخسائر بالنسبة لفيس بوك؟
انخفاض ليوم واحد فى القيمة السوقية للشركة، كلفها خسائر تفوق الـ 100 مليار دولار، لذلك تسعى فيس بوك لطمأنة المستثمرين والمساهمين الذين يتخذون خطوات سلبية مع الإعلان عن تباطؤ نمو الإيرادات، والذى تتوقع الشركة أن يستمر فى الربع الثالث والرابع على التوالى هذا العام.
ماذا يعنى هذا لموظفى فيس بوك؟
يحصل معظم موظفى Facebook على جزء كبير من إجمالى راتبهم فى شكل أسهم، ولكن حتى الآن، على الرغم من سلسلة من الفضائح بعد الانتخابات عام 2016، نمت الشركة بشكل مستمر، الأمر الذى يجعل من السهل على الشركة للاحتفاظ بالموظفين المخلصين، الذين يرون أن فيس بوك قادرة على التعويض.
وقال المحللين أن ارتفاع سعر سهم الشركة فى السابق بعد الأزمات الكبرى جعل هناك ثقة من الموظفين فى الشركة.
هل هذه بداية نهاية فيس بوك؟
على الرغم من أن نمو أعداد مستخدمين الشبكة الاجتماعية فى وركود فى أوروبا والولايات المتحدة، تمكنت الشركة من تحقيق ثبوت أغلب الدول حول العالم، كما أنها حققت إيرادات مرتفعة حتى ولو أنها خيبت آمال "وول ستريت"، علاوة على ذلك، فإن الشركة لديها الكثير من الفرص للتعويض، بما فى ذلك تطبيق انستجرام الذى يضم أكثر من مليار مستخدم نشط شهريا و 400 مليون مستخدم لميزة "القصص" فقط، بالإضافة إلى تطبيق واتس اب الذى تسعى للاستفادة منه ماديا، وغيرها من المشروعات الأخرى التى تعمل عليها الشركة.