شهدت أقراص التخزين طفرة تكنولوجية كبيرة، الأمر الذى أتاح أمام المستخدمين أقراص صلبة بمساحة تتجاوز أكثر من 10 تيرا بايت، فضلا عن مساحات فلاشات الميمورى التى لا تتجاوز أبعادها عدة سنتيمترات، إلا أنها تضم بداخلها مساحة تصل إلى 2 تيرا بايت فى بعض الحالات، ولعل الطفرة الناتجة فى أقراص التخزين نابعة فى الأساس من فكرة اختراع القرص المضغوط أو الـ CD وهو اختصار لكلمة "Compact Disc read-only memory"، وتعنى الأقراص المضغوطة القابلة للقراءة فقط، والتى يعود الفضل فى تطويرها إلى المخترع جيمس راسل.
ورغم الشهرة الكبيرة التى يحظى بها اختراع الـ CD، لكن يظل المهندس الكهربائى والعالم الفيزيائى "جيمس راسيل" مجهول لدى الكثيرين والذين لا يعرفون أنه المبتكر الحقيقى لهذه التقنية الكبيرة التى ساعدت العالم على حفظ وتخزين مليارات التيرابايت من البيانات على مدار التاريخ منذ ابتكارها وحتى وقتنا الحالي.
ولد (راسيل) فى واشنطن عام 1931م، وقد أصيب من الضيق نتيجة تلف تسجيلات جهاز الفونوجراف الصوتى، الأمر الذى دفعه للبحث عن حل للتخلص من هذه المشكلة، وذلك من خلال الاستعانة بإبرة الصبار وتثبيتها فى جهاز الفونوجراف، ولكنه استمر فى التفكير فى طريقة أفضل للتسجيل، ثم لجأ بعد ذلك للتفكير فى طريقة مبتكرة وجديدة وذلك من خلال استخدام الضوء بدلا عن الطريقة السابقة الأمر الذى يجعل من الصعب إصابة الأقراص بالتلف أو الضرر.
وبحلول عام 1970 استطاع "راسل" أن ينجح فى اختراع أول تسجيل (رقمي- ضوئى)، حيث قام بالتسجيل على طبق كبير حساس للضوء فى خانات دقيقة تحتوى (الضوء، العتمة) ويقرأ تلك الخانات شعاع ليزرى الذى بدوره بنقلها إلى الحاسب الآلى الذى يترجمها إلى إشارات إلكترونية لتحويلها فى النهاية إلى صوتية أو مرئية.
وكعادة الاكتشافات الجديدة حيث تواجه بالخوف والتوجس لم يجد (راسيل) أحداً يتبنى هذه الفكرة، حتى قبلت شركة سونى اليابانية شراء حقوق الملكية الفكرية لتبدأ مرحلة الإنتاج التطوير، حتى وصلت (هذه التقنية إلى ما يسمى Digital Versatile Disc (DVD).