تنتشر من حولنا الكثير من الاختراعات والابتكارات التى قد لا نعرف من صاحب الفضل فى تطويرها أو التفكير فى ضرورة وجودها فى حياتنا، ومن ضمنها المجهرأو الميكروسكوب الذى يعود الفضل فى ابتكاره إلى أنطونى فان ليفينهوك، وهو باحث وعالم هولندى، نجح فى اختراع نسخة مبسطة منه، شاهد من خلالها كائنات حية دقيقة فى قطرات الماء، ليصبح من أوائل العلماء الذين استخدموا العدسات.
ولد أنطونى فان ليفينهوك فى 24 أكتوبر 1632 بهولندا، وتوفى فى 26 أغسطس 1723 عن عمر يناهز 90 سنة، وقد بدأ مهنته كاهناً بسيطاً فى أمستردام، وبدأ حياته العملية كاتباً متواضعاً فى أحد المستودعات الهولندية فى أمستردام، ومعظم اكتشافاته كانت تتعلق بالجسم البشرى، وقد تمت من خلال استخدامه الماهر الميكروسكوب، ومراقباته وملاحظاته الدقيقة المعقَّدة.
لم يتعلم ليفينهوك صناعة العدسات ولا فن جلاء الزجاج، ولكنه استطاع عن طريق تركيب العدسات بعضها فوق بعض الحصول على كفاءة للإبصار ليست فى استطاعة أية ميكروسكوب مستخدم في ذلك الوقت.
ومن بين العدسات التى صنعها واحدة كانت قادرة على تكبير الأشياء 270 مرة، وهناك ما يدل على أنه صنع عدسات ذات قدرة على تكبير الأشياء أكثر من ذلك، فقد كان ليفنهوك رجلاً صبوراً ومثابراً وقوى الملاحظة، واستطاع بعدساته هذه أن ينظر إلى كثير من المواد ابتداء من شعر الإنسان إلى قطرات الدم وقطرات الماء والحشرات والأنسجة الجلدية والعضلية، وسجل ملاحظاته كلها وبمنتهى العناية، كما أنه قام برسم كل ما شاهده تحت الميكروسكوب.