كشفت دراسة حديثة عن أن وسائل التواصل الاجتماعى تغذى نوعًا جديدًا من الإدمان وهو الهوس بالنفس، فإدمان نفسك يتشابه مع إدمان الكحول أو المخدرات أو القمار، فانتشار وسائل التواصل الاجتماعى تسبب فى مضاعفة المشكلة، حيث تشجعنا مواقع مثل فيس بوك وتويتر وإنستجرام على الهوس بالطريقة التى ينظر بها الآخرون إلينا.
ووفقًا لموقع "ديلى ميل" البريطانى، أجريت هذه الدراسة من قبل ويليام فان جوردون الباحث بجامعة ديربى، الذى يؤكد أنه يشرح نوع ثالث "مفقود" من الإدمان.
وقال جوردون: "من المقبول عمومًا بين الأوساط العلمية أن هناك نوعين من الإدمان؛ الكيميائى مثل الإدمان على المخدرات والكحول، والسلوكى وهو الإدمان على لعب القمار أو ألعاب الكمبيوتر، ومع ذلك تقترح هذه النظرية الجديدة وجود نوع ثالث من الإدمان يُدعى الإدمان الوجهى، وهو الإدمان على الكيفية التى نرى بها أنفسنا، فادماننا لأنفسنا يصبح مرهقًا بعد فترة معينة من الزمن ويجعلنا نفوت الحقيقة والواقع".
وتعتمد نظرية الدكتور فان جوردن على الأدلة من مختلف فروع البحث العلمى، إذ قال إن الأبحاث تغاضت إلى حد بعيد عن احتمال حدوث إدمان وجودى، فعلى سبيل المثال، الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة غالباً ما يعانون من أعراض الانسحاب إذا حاولوا التغلب على إدمانهم، إذ قال: "إن الميل إلى أن تصبح مدمنا على النفس هو على الأرجح شىء يولد به البشر، ومع ذلك، نحن نعزز أو نضعف ثقتنا بنفسنا وإيماننا بالذات".
وأوضح الدكتور فان جوردون إن وسائل التواصل الاجتماعى هى مثال على كيف يمكن أن يصبح الناس مدمنون على أنفسهم.
وأضاف: "يمكن أن يسبب إشكالية استخدام وسائل الإعلام الاجتماعية فى أن ينجذب الناس أكثر إلى الحالة وما يترتب على ذلك من عواقب سلبية، فعلى سبيل المثال، عند استخدام وسائل التواصل الاجتماعى، يمكن للناس بناء طبقة أخرى من الذات التى تتغذى على المعجبين والمشاركين والمتابعين لوجودهم، ولكن هذا لا يعكس صورة دقيقة للطبيعة الحقيقية للفرد، فإذا تفاعلنا مع وسائل التواصل الاجتماعى والتكنولوجيا بلا داع ونستخدمها، فإنها تميل إلى جذبنا بعيدًا عن اللحظة الحالية".