أوقفت وكالة ناسا التلسكوب كيبلر نهائيا، إذ تلقى المجموعة النهائية من الأوامر لفصل الاتصالات مع الأرض بعد تسع سنوات من إطلاقه.
وتضع أوامر الوداع الأخيرة اللمسات الأخيرة على انتقال المركبة الفضائية إلى مرحلة التقاعد، والتى بدأت فى 30 أكتوبر بإعلان ناسا عن نفاد وقود كيبلر، وعدم قدرته على إجراء المزيد من المهام والتجارب.
ويتزامن تاريخ وقف كيبلر مع الذكرى الـ388 لوفاة عالم الفلك الألمانى يوهانس كيبلر، الذى اكتشف قوانين حركة الكواكب وتوفى فى 15 نوفمبر 1630.
وأرسلت الأوامر النهائية عبر شبكة الفضاء العميقة التابعة لناسا من مركز عمليات كيبلر فى مختبر الفضاء الجوى والفضاء، أو LASP، فى جامعة كولورادو فى بولدر، إذ يدير LASP عمليات المركبة الفضائية نيابة عن ناسا وBall Aerospace & Technologies Corporation فى بولدر بكولورادو.
كما قام فريق كبلر بتعطيل أوضاع الأمان التى قد تعيد دون قصد تشغيل الأنظمة مرة أخرى، بالإضافة إلى إغلاق المرسلات.
ولأن المركبة الفضائية تدور ببطء، كان على فريق كبلر أن يتابع الأوامر بعناية حتى تصل التعليمات خلال فترات التواصل الفعال، سيقوم الفريق بمراقبة المركبة الفضائية لضمان نجاح الأوامر، إذ تنجرف المركبة الفضائية الآن فى مدار آمن حول الشمس، على بعد 94 مليون ميل من الأرض.
وقد وصف كيبلر، الذى أطلق فى عام 2009، بواسطة فريقه أنه المركبة الفضائية الصغيرة التى تجاوزت التوقعات التى كانت لدى وكالة ناسا.
كانت هذه أول مركبة فضائية تقوم بمسح الكواكب فى مجرتنا، وعلى مر السنين أكدت ملاحظاتها وجود أكثر من 2600 كوكب خارج المجموعة الشمسية، ويمكن أن يكون العديد منها أهدافًا رئيسية فى البحث عن حياة غريبة، فقبل كيبلر، لم نكتشف أبدًا أى كواكب خارج مجموعتنا الشمسية.
وقال توماس زوربوشن المدير المساعد لمديرية البعثات العلمية فى وكالة ناسا فى واشنطن: "لقد تجاوز كبلر، باعتباره أول مهمة لكوكب لناسا لرصد الكواكب، كل توقعاتنا، ومهد الطريق لاستكشافنا والبحث عن الحياة فى النظام الشمسى وما وراءه".
وأضاف زوربوشن "لم يظهر لنا فقط كم من الكواكب يمكن أن تكون هناك، بل أشعل مجالًا جديدًا وقويًا تمامًا من الأبحاث التى دفعت المجتمع العلمى إلى الأمام".