يواصل بيل جيتس إبهارنا بالأمور الغريبة التى يتبناها، ولعل مؤسس ميكروسوفت يرى ذلك منذ زمن حيث اهتمامه بأجهزة الكمبيوتر فى المقام الأول، ولكن الأمر حاليا يتعلق بالقناة الهضمية للبشر.
ووفقا لما ذكره موقع "businessinsider" فيتخطى اهتمام جيتس عن عملية الهضم مجرد وجود أنواع من البكتيريا المقززة فى أنظمتنا إلى أنه يعتقد أنه بإمكاننا تجديد العمل الداخلى لأحشائنا عن طريق زرع مستعمرات ميكروبية تعيش فى داخلنا، وتحسن عملية الهضم والنمو، وبذلك تساهم فى حل مشكلات التقزم والسمنة بشكل خاص.
ويعمل بيل جيتس على فكرة اختراق الميكروب للوصول لطريقة أفضل لهضم الجسم داخليا، مؤكدا أن التغذية الجيدة هى مشكلة مستمرة فى البلدان الغنية والفقيرة على السواء، فالإحصائيات تثبت أن 22.2٪ من الأطفال دون سن الخامسة فى جميع أنحاء العالم، وهو ما يبلغ حوالى 150 مليون، يعانون من التقزم، وهذا يعنى أنها لا ينمون بطريقة صحية بسبب سوء التغذية والعدوى، وهناك أيضا نسبة 5.6٪ أخرى أو 38 مليون شخص يعانون من زيادة الوزن.
ولعل جزء من السبب وراء ذلك هى أن الميكروبات الموجودة لديهم ليست قوية، فالشخص لديه مزيج معقد من البكتيريا والفيروسات والفطريات التي تعيش داخل القناة الهضمية.
ولكن إذا لم يتطور كل ذاك داخل الطفل بشكل صحية، فقد يكون له عواقب وخيمة على المدى الطويل بالنسبة للطريقة التي يعالج بها الطعام، مما يؤدى إلى توقف النمو، وبعد مرور عام تقريبًا من ولادة الطفل تستقر المستعمرات الميكروبية للطفل، مما يعنى أن الأشهر الأولى من الحياة هى الوقت الضرورى لتطوير نظام الميكروبات بداخله.ويحدد نظام الميكروبات لدينا مقدار التغذية التى يمكن أن نحصل عليها من الطعام الذى نأكله.
وقال جيتس: "حتى لو كانوا يحصلون على ما يكفى من الطعام فهناك شىء فى أمعائهم يجعل جسمهم غير قادر على النمو بشكل صحيح"، وهذا له آثار طويلة الأجل على الاقتصاد، وقدر البنك الدولى أن مدغشقر تفتقر إلى 720 مليون دولار من الناتج المحلى الإجمالى كل عام بسبب نقص الفيتامينات والمعادن.
كما أن الدول الغنية مثل ألمانيا، وأستراليا، والولايات المتحدة خسرت أيضاً مليارات الدولارات بسبب سوء التغذية، وقدرت إحدى الدراسات التى تناولت تأثيرات السمنة فى ثلاث ولايات وهم كاليفورنيا ونورث كارولاينا وماساتشوستس، أن هذه الاقتصاديات فقدت مجموعه 41 مليار دولار سنوياً من تكاليف السمنة غير المباشرة مثل الوفاة المبكرة وأموال التأمين.
الحل عند بيل جيتس
قال جيتس إنه يعتقد أنه فى يوم من الأيام يمكن لمسحوق بروبيوتيك، أو طعام، أو أي نوع آخر من العلاج الميكروبي أن يعالج هذه المشاكل الغذائية عن طريق إدخال بعض البكتيريا المفقودة فى أحشائنا، مضيفا: "أننا نحاول بالفعل التدخل فى ذلك، بحيث يتمكن الأطفال من النمو بشكل جيد".
وتأمل مؤسسة بيل وميليندا جيتس أن يتمكن العلماء قريبا من الحصول على "علاج ميكروبيوم" رخيص، ولكنه أكثر تعقيدا بكثير من مجرد تناول الزبادي، وقالت المؤسسة فى أحدث دعواتها لبحوث علاج القناة الهضمية، إن العلاجات الحيوية الجديدة تشمل عدد أكبر بكثير من السلالات المتعسرة التى يصعب زراعتها للبكتيريا.
وكانت قد استثمرت مؤسسة جيتس بالفعل في مسحوق البروبيوتيك للأطفال الرضع، حيث يتم خلط المسحوق فى حليب الثدي لمساعدة الأطفال على إصلاح وتحسين ميكروبات الأمعاء، وهو مصمم لمساعدة الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية على تعزيز عملية الأيض وتطوير نظام مناعة أقوى.
ولم تكن هذه الخطوة الأولى لبيل جيتس فيما يخص البكتيريا والفيروسات التى قد يحملها الجسم، فقد أحضر معه عينة من البراز من قبل فى مشهد غريب على خشبة المسرح فى حدث ببكين، فقط لإثبات أنه يمكن أن يكون هناك تريليونات من جزيئات الفيروس والبكتيريا والبيض الدودى الطفيلى فى الداخل.