هل تعلم أن الحيتان الزرقاء ليس فقط حجمها هو الكبير بل أنها أيضا تأكل كميات من الطعام غير طبيعية، فإنها تتناول الكثير من الكريل، حيث تتناول طن منه لملء معدتها، وخلال فترات الاستهلاك الزائدة عندما تتوفر هذه الكائنات البحرية، يمكن أن تلتهم ما يصل إلى 3.6 طن فى يوم واحد.
ووفقا لما ذكره موقع "Zmescience" العلمى فاكتشف العلماء كيف تستطيع الحيتان أن يجدوا كل هذه الكميات من الطعام التى تجعلها على قيد الحياة، حث فحص باحثون سجلات كل من هجرة الحيتان وظروف المحيطات فى النظام البيئى الحالى فى كاليفورنيا، وهو منطقة بيولوجية ساحلية فى المناطق الساحلية، والتى تعد واحدة من أغنى النظم الإيكولوجية البحرية وأكثرها إنتاجية.
ووجد الباحثون أن توقيت انتقال الحيتان الزرقاء تتطابق تمامًا مع التوقيت التاريخى لتكاثر الكريل، ومن هنا اكتشفت الدراسة التي نشرت في دورية وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم (PNAS) ، أن الحيتان الزرقاء تعتمد اعتمادًا كبيرًا على ذاكرتها فى اتخاذ قرارات الحركة هذه.
ويوجد فى العالم ما يقدر بنحو 10 آلاف من الحيتان الزرقاء، ويقول دانييل بالاسيوس، المحقق الرئيسى فى ولاية أوريجون: "نعتقد أن الحيتان الزرقاء تطورت لاستخدام طرق الهجرة التاريخية والتوقيت الذى جعلها فى مكان قريب من أكثر مناطق التغذية إنتاجية والتي يمكن التنبؤ بها، فإن استراتيجية الحيتان متمثلة في الاعتماد على الذاكرة لتوقيت تكاثر الكريل.
وهذه الدراسة هى واحدة من أوائل الدراسات التي تحدد كيف تتعقب حياة المحيطات طعامها بدقة، والحوت الأزرق هو أكبر مخلوق معروف يعيش على الأرض على الإطلاق، ولكن حتى وقت قريب جدًا، لم يكن هناك شيء معروف عن طرق التزاوج والهجرة.
كما أن فهم كيفية اتخاذ الحيتان الزرقاء لقرارات الحركة يمنح العلماء نظرة قريبة حول كيف قد تكون الحيتان قادرة على التعامل مع ظروف المحيط المتغيرة فى المستقبل.