على الرغم من الشعبية الكبيرة التى يتمتع بها موقع فيس بوك حول العالم ووصول عدد مستخدميه إلى أكثر من 2 مليار شخص، فإن هذا لا يعنى أن الجميع لا يزالون متمسكين به كالسابق، إذ أشارت العديد من الدراسات والتقارير الصادرة من جهات مختلفة منها فيس بوك نفسه أن العالم لم يعد متعلقا بموقع التواصل الاجتماعى كالسابق، وهذا كان لعدة أسباب مختلفة، أبرزها فضيحة "كامبريدج أنالتيكا" التى سببت أزمة كبيرة لشركة فيس بوك وأثرت على علاقة المستخدمين بالموقع.
فيس بوك يخسر 15 مليون مستخدم خلال عامين
حيث كشف استطلاع رأى أجرته شركة أبحاث السوق "إديسون ريسيرتش"، عن انخفاض قاعدة مستخدمى فيس بوك، خاصة بين الفئة العمرية التى تتراوح أعمارها بين 12 و34 عامًا، وقد كشف الاستطلاع أن عدد الأشخاص الذين يستخدمون فيس بوك اليوم أقل بنحو 15 مليون مستخدم مقارنةً بعام 2017، مع وجود أكبر انخفاض بين المستخدمين المراهقين وجيل الألفية.
المراهقين يفرون من فيس بوك
كما نشر مركز Pew للأبحاث دراسة، تشير إلى أن المراهقين يتخلون عن فيس بوك بأعداد كبيرة، وإذا استمر هذا الاتجاه، فإن شبكة مارك زوكربيرج الاجتماعية الأولى يمكن أن تصبح مكانا لكبار السن عبر الإنترنت، وتوصلت الدراسة إلى أن موقع الويب الأفضل بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و 17 عاما هو يوتيوب، والذى استخدمه 85٪ من المراهقين المشاركين فى الدراسة، فيما تشير النتائج إلى أن المراهقين بدئوا فى التخلى عن فيس بوك ولكن لا يمكنهم الفرار من سيطرة "مارك زوكربيرج" على عالم التواصل بشكل عام، إذ سبق وأدرك الملياردير الشاب أن العالم لن يبقى متعلق بفيس بوك لفترة طويلة لذلك استحوذ على منصات أخرى مثل انستجرام وواتس اب، وحاول شراء سناب شات الذى يأتى فى المرتبة الثالثة بين المستخدمين.
الشباب يهربون من فيس بوك
كذلك فقد أوضحت دراسة أخرى أن نسبة كبيرة من المستخدمين أخذوا استراحة طويلة من فيس بوك، حيث تشير الدراسة إلى أن 44٪ من المستخدمين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عامًا حذفوا تطبيق فيس بوك من هواتفهم، مقارنة بـ 12 % فقط من المستخدمين الذين تبلغ أعمارهم 65 عامًا فأكثر، فيما قال 54 % إنهم غيروا إعدادات الخصوصية الخاصة بهم، فى حين أن 42 % قد أخذوا استراحة من الموقع، وبشكل عام، فإن 74٪ من هؤلاء المستجيبين أخذوا خطوة واحدة على الأقل من تلك الإجراءات على مدار الاثنى عشر شهرًا الماضية.
انخفاض الزيارات
فد شهد فيس بوك انخفاضًا ملحوظًا فى الزيارات الشهرية للصفحات، حيث انخفض بنسبة 3.8 مليار زيارة من 8.5 مليار إلى 4.7 مليار خلال العامين الماضيين، فى حين نمى الإقبال على تطبيق فيس بوك بشكل ملحوظ خلال تلك الفترة، ولكن يقول الخبراء أن هذا لم يكن هذا كافياً لسد الفجوة، ولعل
هذه الأزمة بدأت تظهر بشكل واضح منذ أكثر من عام وهو ما دفع فيس بوك للاعتراف بأن العالم لم يعد يقضى أغلب وقته على الموقع كالسابق، وكشف فيس بوك عن انخفاض معدل الوقت الذى يقضيه الناس على الموقع كما تراجع عدد المستخدمين فى الولايات المتحدة وكندا، بسبب التغييرات التى أجراها على News Feed.
بدائل فيس بوك
لكن من المثير للاهتمام بهذا الاتجاه الجديد نحو مغادرة فيس بوك هو أن المستخدمين لا يرحلون تمامًا، بل يتوجهون نحو انستجرام، ويمكن لتطبيق مشاركة الصور، المملوك لفيس بوك، والذى يقوم أيضا بجمع معلومات شخصية ولكن أقل عن مستخدميه، أن يكون بديلاً أكثر سلاسة وأقل سمية من استخدام موقع فيس بوك الرئيسى، الذى أصبح مليئا بالإعلانات، ويعانى من جميع أنواع المعلومات المضللة والأخبار المزيفة، جنبا إلى جنب المحتوى المصمم إما للترافيك أو التأثير على المستخدمين لأغراض سياسية.
وفى أغسطس الماضى أظهرت دراسة أخرى من قبل شركة أبحاث السوق فى لندن (SameWeb) أن عدد الزيارات الخاصة بموقع فيس بوك انخفض إلى النصف تقريبا خلال العامين الماضيين، حيث يتوافد مستخدمو الإنترنت الأصغر سنا على موقع يوتيوب المنافس.
أسباب هروب المستخدمين من فيس بوك
وقد كشف الاستبيان أن مشاكل الخصوصية التى تعرض لها الموقع واستمرار خرق الثقة قد يكون له تأثير ملحوظ على شريحة المستخدمين، كما اعترفت الشركة أن التغيرات التى حدثت فى الموقع خفضت الوقت الذى يقضيه المستخدمين على موقع الفيس بوك بنحو 5 فى المائة أو ما يقرب من 50 مليون ساعة فى اليوم، كذلك أثارت فضيحة تسريب البيانات تدقيقًا مكثفًا حول كيفية إدارة Facebook وعمالقة Silicon Valley الآخرين وتأمين بيانات المستخدمين الشخصية، حتى ظهر الرئيس التنفيذى لفيس بوك مارك زوكربيرج أمام الكونجرس لمناقشة هذه القضية.