هل تعلم أن الظروف القاسية التى تحيط بالحياة البحرية قد تجعل المخلوقات تتطور لمواكبة الأمر والقدرة على الحياة، حيث يعد التكيف جزءًا لا يتجزأ من بقاء أي من الأنواع، ولكن النادر حقا أن يكون هذا التطور للتصدى لتلوث ناتج عن الأنشطة البشرية.
ووفقا لما ذكرته صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، فعرض الباحثون كيف طورت سمك الكيلى فيش "Gulf killifish" مقاومة غير متوقعة لمستويات هائلة من التلوث الموجودة في الموائل الطبيعية مثل قناة هيوستن للسفن.
ويقول الباحثون إن السر وراء بقاء الكيلى فيش كان وراثة جينات من نوع آخر من الأسماك التي تعيش على بعد حوالي 1500 ميل في المحيط الأطلسي، فعلى الرغم من أن إدخال نوع من أنواع الأسماك الأخرى على الماء غالبًا ما يؤدي إلى كارثة على الحيوانات المحلية، إلا أن الحادث في هذه الحالة أدى إلى تبادل الجينات بين الكائنات التي من شأنها أن تنقذ حياة سمك الكيلى فيش.
واحتوى سمك الكيلى فيش على جينات تقاوم السموم التي كانت ستهلكها، في حين أن الغالبية العظمى من الأبحاث حول أنواع السمك الدخيلة تركز على الأضرار البيئية التي يمكن أن تسببها، فإن هذا البحث يوضح أنه في ظل ظروف نادرة يمكن أن تساهم في التباين الوراثي القيم في الأنواع المحلية ذات الصلة الوثيقة، وبالتالي تعمل كآلية للإنقاذ التطوري.
وفي دراسة، وجد الباحثون أنه بـ12 موقعًا ملوثًا للغاية، كان هناك أجنة أسماك مقاومة لملوث قاتل عادة يسمى ثنائي الفينيل متعدد الكلور، وتبين أن الأسماك يمكن أن تصمد أمام مستويات 1000 أكثر قوة مما يعتبر عادة خطراً على الحياة البرية.
ووفقًا للعلماء، تعد قناة هيوستن للسفن طبقة سامة للتلوث تدهورت بحوالي 60 عامًا من النشاط الصناعي، حيث إن التلوث هناك يهدد ليس فقط الأسماك، ولكن الحيوانات التي تتناول هذه الكائنات البحرية كطعام لها.