تم اكتشاف ميكروب صغير يمكنه البقاء في ظروف مشابهة للبيئات القاسية الموجودة على المريخ، حيث إنه يعيش في واحدة من أكثر الأماكن حرارة على سطح الأرض في المياه المالحة ذات حرارة 89 درجة مئوية (192 درجة فهرنهايت) وحمضية قوية.
ووفقا لما ذكرته صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، تعد هذه البكتيريا هى أول دليل على وجود نوع حي قادر على البقاء في الأماكن الحارة، حيث يقول الخبراء إن التشابه بينها وبين البيئات الحرارية للمريخ يمكن أن يكشف عن المزيد من الأسرار حول الأرض وأصل الكوكب الأحمر.
ويعد حقل دلول الحراري المائي في منخفض داناكيل في إثيوبيا الذى عاش فيه الميكروب هو أكثر المناطق المأهولة سخونة في العالم وموطنًا لمناظر طبيعية من الألوان الصفراء والحمراء والخضراء، وتقع في الطرف الشمالي من منخفض داناكيل، ويبلغ متوسط درجات الحرارة السنوية للمنطقة 36 إلى 38 درجة مئوية (97 إلى 100 درجة فهرنهايت).
تمتلك الكيمياء الجيولوجية غير العادية لدلول أوجه شبه متكافئة مع البيئات الحرارية المائية الموجودة على المريخ، وتم إنشاء تلال دالول المميزة من خلال هطول الأمطار التي تحتوي على مياه عالية الحرارة مشبعة بأملاح مثل كلوريد الفضة وكبريت الزنك والحديد وثاني أكسيد المنجنيز وملح الصخور الطبيعي.
كما أن النشاط البركاني يسخن المياه، حيث قام فريق من الباحثين بجمع عينات من بركان دالول من طبقات رقيقة من رواسب الملح التي جاءت من الماء الزائد مع درجة الحموضة البالغة 0.25.
وتم استخراج هذا الميكروب من السلالات الساخنة، حيث تم نقل عينات الملح لتحليلها باستخدام طرق تشمل المجهر الإلكتروني والتحليل الكيميائي وتسلسل الحمض النووي في إسبانيا، وحدد تحليلهم هياكل كروية صغيرة داخل الأملاح التي تحتوي على نسبة عالية من الكربون، مما يؤكد وجود نوع بيولوجي، وبالتى تم العثور على هذا النوع ليكون سلالة من البكتيريا الغريبة.
وكتب الباحثون في التقرير: "تشير نتائج هذه الدراسة إلى أن الكائنات الحية المجهرية يمكن أن تعيش في هذه البيئة القاسية، والتي لها آثار على فهم حدود قابلية العيش على الأرض وعلى المريخ أيضا.
وأضافت باربرا كافالزي من جامعة بولونيا، المؤلفة الرئيسية للمراجعة: "سيؤدي البحث العميق لخصائص هذا الموقع المذهل إلى تحسين فهمنا لقيود الحياة على الأرض، وهو ما يسترشد ببحثنا عن الحياة على المريخ وفي أماكن أخرى من الكون" .