لم يكن من السهل قياس الحجم الهائل للكتلة الجليدية، فيما تحمل التقلبات في كتل أكبر الصفائح الجليدية في العالم عواقب مهمة لارتفاع مستوى سطح البحر في المستقبل، لذلك تمكنت ورقة بحثية جديدة شارك في تأليفها باحثون من جامعة كولورادو بولدر ووكالة ناسا وجامعة أوترخت وجامعة دلفت للتكنولوجيا ونشرت مؤخرًا في مجلة الجيوفيزياء، من التوصل إلى صورة أوضح للكتلة الجليدية.
ووفقا لما ذكره موقع "Phys" العلمى، تحدد الدراسة التحسينات التي أدخلت على التصوير بالأقمار الصناعية وأجهزة الاستشعار عن بُعد، التي سمحت للعلماء بقياس كتلة الجليد بتفصيل أكبر من أي وقت مضى.
وقال جان لينايرتس، المؤلف الرئيسي للبحوث وأستاذ مساعد في قسم علوم الغلاف الجوي والمحيطات في جامعة ولاية كاليفورنيا بولدر (ATOC): "قطعنا شوطًا طويلًا في السنوات العشر الماضية من منظور رصدي"، مضيفا أن معرفة ما يحدث للصفائح الجليدية من حيث الكتلة الداخلية، يسمح لنا بالتعامل بشكل أفضل مع التغيرات المناخية والكتلة الجليدية وكم تغيرت الكتلة بمرور الوقت".
وتعد الطبقة الجليدية في أنتاركتيكا، الأكبر في العالم، التى تكون باردة على مدار السنة مع ذوبان الصيف الهامشي فقط، ويمكن أن تحدث زيادة أو نقصان طفيف في تساقط الثلوج السنوي فرقًا كبيرًا في الكتلة السطحية نظرًا لأنها تؤثر على مساحة ضخمة.
وفي السنوات الماضية، لم تكن النماذج المناخية قادرة على تقديم التفاصيل الدقيقة من تساقط الثلوج في هذه المنطقة النائية، ولكن الآن، وبفضل محطات الطقس الآلية وأجهزة الاستشعار المحمولة جواً والأقمار الصناعية التي تدور حول الأرض مثل مهمة تجربة الجاذبية واستعادة المناخ (GRACE) التي قامت بها ناسا، فقد تم تحسين هذه النماذج إلى حد كبير.
وأوضح لينايرتس: "لقد ركزنا على تساقط الثلوج لأنه يؤثر بشكل كبير على مصير الغطاء الجليدي، لقد كانت المشاهدات والأقمار الصناعية المحمولة جواً مفيدة في إعطاء رؤية أفضل لجميع هذه العمليات".
كما توفر أنظمة الرادار الأرضية وعينات الجليد الأساسية أرشيفًا تاريخيًا مفيدًا، مما يتيح للعلماء العودة في الوقت المناسب ومراقبة التغييرات في الغطاء الجليدي على مدار فترات زمنية طويلة.