تستعد "ناسا" ووكالة الفضاء الأوروبية أخيرا، لاختبار الدفاعات عن كوكب الأرض، لمعرفة مدى الامكانيات في الدفاع عن أنفسنا بنجاح من ويلات الصخور الفضائية، بحسب روسيا اليوم.
واختار العلماء الكويكب "ديديموس بي"، الذي يبلغ قطره نحو 160 مترا، الذي يدور حول الكويكب الأكبر "ديديموس أي"، كل 11.92 ساعة، وهذا ما سيساعد العلماء على تحديد النجاح أو الفشل في المهمة.
ويصنف نظام ديديموس ضمن قائمة الأجرام القريبة من الأرض (NEO)، ما يشير إلى أنه قريب، ولكن ليس بالقدر الذي يجعله يصطدم بنا، وبالتالي فإنه الاختيار الأمثل لاختبار قوتنا الدفاعية المضادة للأجسام الفضائية.
وتعتمد "ناسا" ووكالة الفضاء الأوروبية خلال مشروع "تقييم تأثير الكويكب والانحراف المشترك (AIDA)، الذي أطلق منذ عام 2015، على المركبة الفضائية التابعة لوكالة الفضاء الأمريكية DART.
وقال عالم الفلك، إيان كارنيلي، من وكالة الفضاء الأوروبية: "اليوم، نحن أول البشر في التاريخ الذين يمتلكون التكنولوجيا التي يمكن أن تحول كويكبا عن مساره التأثيري على الأرض".
وأضاف: "السؤال الرئيسي الذي ما يزال يتعين الإجابة عنه هو: هل التقنيات والنماذج التي لدينا مناسبة بما يكفي للعمل بالفعل؟". وهو ما ستقوم مركبة DART بالكشف عنه خلال الاختبار يطمئننا.
وأشار إلى أنه قد يكون هناك بعض المضاعفات لهذه المهمة حيث "لا يعرف سوى القليل عن سلوك مثل هذه الأجسام الصغيرة أثناء التصادم وقد يكون لذلك عواقب وخيمة في الدفاع عن الكواكب".
وستصل مركبة DART إلى كويكب ديموس بي"، بسرعة 2360 كلم في الساعة، وكل هذه القوة ستترجم إلى تغيير في السرعة المتجهة (وهي المسافة التي يقطعها الجسم في وحدة الزمن) للكويكب، بمعدل سنتيمتر واحد فقط أو نحو ذلك، وهو ما يمكن أن يغير الفترة المدارية من 12 ساعة إلى مجرد دقائق.
ومن المقرر إطلاق المهمة في يوليو 2021، مع توقع أن يحدث التأثير في سبتمبر 2022، وستُجهّز المركبة الفضائية بقمر صناعي إضافي صغير يُعرف باسم LICIACube، والذي سينفصل قبل التصادم لتسجيل اللحظة التي تضرب فيها DART الكويكب. وإرسال الصور إلى الأرض لتحليلها.
وسيتم إرسال مركبة فضائية ثانية تابعة لوكالة الفضاء الأوروبية في عام 2023، تحمل اسم Hera ، والتي ستعمل على جمع الملاحظات بدءا من عام 2027 لإعطاء التقييم النهائي للبعثة.