يطلعنا رائد الفضاء لوكا بارميتانو من مقره فى الفضاء، عن أهم التجارب التى تجريها وكالة الفضاء الأوروبية على متن المحطة.
و وفقا لموقع يورونيوز، تأتى إحدى التجارب، والتى هى نظام ذكى لتتبع الحمية الغذائية، يعتمد تطبيقا يعمل على الحواسب اللوحية، ويقوم بمتابعة ما يتناوله رواد الفضاء من طعام وشراب لمدة خمسة أيام، وأثناء ذلك الوقت يتتبع أيضا كل التغييرات التى تطرأ على كتلة الجسم بدقة متناهية، لمعرفة فيما إذا كان رائد الفضاء يعانى من احتياج معين أم من إفراط فى مادة معينة، أم أن جسمه متوازن بشكل جيد، ثم يقدم اقتراحات غذائية خاصة مناسبة له.
و يقول لوكا أيضا عن تجربة أخرى، تتعلق بالإحساس بالوقت، ورغم وجود أدلة علمية تثبت تأثير الجاذبية على إدراكنا بمرور الوقت، إلا أن لوكا وطاقم محطة الفضاء يجرون مجموعة من التجارب لقياس تلك التغييرات، والسرعة التى نشعر فيها بمرور الوقت من حولنا أثناء تعرضنا إلى جاذبية شبه معدومة وتقترب من الصفر، والتى يطلق عليها اسم Microgravity، وأثناء تحركنا بسرعة 28 ألف كيلومتر فى الساعة، وهى سرعة محطة الفضاء الدولية فى مدارها حول الأرض.
بدأت الدراسات العلمية، التى تربط الوقت بالجاذبية منذ أوائل القرن المنصرم، حين طرح العالم الألمانى ألبرت آينشتاين نظرية "النسبية العامة"، والتى تناولت العلاقة المتجذرة بين المكان والزمان، وتمكن عن طريقها من وضع توصيف فيزيائى لأول مرة للجاذبية وعلاقتها بالكتلة، فالجاذبية من وجهة نظره كانت التواء فى نسيج الكون يتسبب به وجود الكتلة، وتتناسب شدة الالتواء مع حجم الكتلة المسببة له، وبالتالى شدة الجاذبية التى يتسبب بها.
وتنبأ آينشتاين، عن طريق هذا التوصيف بأن الزمن نفسه سوف يتأثر بهذا الالتواء الحاصل فى الفراغ، وبخاصة إذا ما كانت الكتلة التى تسببه كبيرة، ككتلة الأرض أو نجم كبير أو ربما ثقب أسود يتوقف الزمن على حافته بشكل كامل (أفق الحدث)، وبعد سنوات قليلة تمكن علماء آخرون من قياس تلك التغييرات الطفيفة وإثبات النظرية النسبية العامة، وبأن سهم الزمن يتحرك بسرعة أعلى كلما كانت الجاذبية أقل.