تحيي منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" اليوم "السبت" اليوم الدولي الرابع لتعميم الانتفاع بالمعلومات في أكثرمن 20 بلداً من خلال سلسلة من المحادثات المفتوحة التي سوف تستعرض عدداً من المبادرات الرامية إلى تحسين وصول الناس إلى المعلومات والانتفاع بها.
وسوف يركز الاحتفال هذا العام على شعار "الانتفاع بالمعلومات : عدم ترك أحد خلف الركب"، ويؤكد الحاجة إلى الحصول على المعلومات من أجل تحقيق التنمية المستدامة للجميع وتمكين المواطنين المطّلعين من الذّود عن حقوقهم لا سيما الحق في التعليم والحصول على الرعاية الصحية وتحقيق العدالة والمساواة بين الجنسين.
وكانت اليونسكو قد اعتمدت بتاريخ 17 نوفمبر 2015، القرار (38 م / 70) الذي أعلنت بموجبه اعتماد يوم 28 سبتمبر من كل عام يوماً عالمياً لتعميم الانتفاع بالمعلومات . ويكتسي هذا اليوم بأهمية خاصة في ظل خطة التنمية المستدامة لعام 2030، ولا سيما مع هدف التنمية المستدامة الذي يدعو إلى ضمان وصول الجمهور إلى المعلومات وحماية الحريات الأساسية. وقد جري أول احتفال في عام 2016.
وتهدف اليونسكو من خلال محادثاتها المفتوحة إلى تسليط الضوء على الدور المحوري للمعلومات في تحقيق جميع أهداف التنمية المستدامة الـ 17 المتفق عليها دولياً.كما ستعرض اليونسكو، التي اضطلعت برصد التقدم المحرز في تطوير التشريعات الوطنية وتطبيق هذا الحق ، النتائج التي توصلت إليها خلال هذه المحادثات المفتوحة. كذلك سوف تتطرق حلقات النقاش أيضاً إلى تأثير التكنولوجيات الناشئة على التمتع بالحق في الحصول على المعلومات والسبل الممكنة للحد من أوجه التفاوت القائمة في المجال الرقمي والتي لا تزال تطال العديد من المجتمعات الريفية، وفي بعض السياقات، التمييز ضد المرأة والمهاجرين وغيرهم من الفئات السكانية.
وقد اعتمدت اليونسكو توصية تقترح فيها عدة تدابيرعملية لتعزيز الانتفاع بالمعارف في المجال السيبرني من أجل توجيه النقاشات والأنشطة التي تقوم بها الهيئات المختصة في هذا الميدان. وتنص التوصية على أنه ينبغي للدول الأعضاء أن تعد سياسات وطنية لتعزيز التعدد اللغوي وتعميم الانتفاع بالمجال السيبرني وأن تدعم تنفيذها. وتفيد أيضاً بأن الانتفاع بشبكة الإنترنت التي تمثل مرفقاً إعلامياً عاماً يجب أن يُشجَّع عن طريق اعتماد مجموعة ملائمة من السياسات.
وينبغي للدول الأعضاء بالتالي أن تعترف بالحق في الانتفاع عبر الاتصال الشبكي المباشر بالوثائق العامة وسجلات الحكومات، بما في ذلك أي معلومات يحتاج إليها المواطنون في مجتمع ديمقراطي حديث. كما ينبغي لها إنفاذ هذا الحق وتعميم الانتفاع بالمعلومات المدرجة في الناطق العام وضمان تدفقها الحر، من دون أي تمييز يقوم على اعتبارات جغرافية أو اقتصادية أو اجتماعية. ويتعين أيضاً على الدول الأعضاء والمنظمات الدولية أن تيسّر اكتساب المهارات الأساسية المتعلقة باستخدام الحاسوب لمنفعة الجميع وأن تمضي قدماً في تشجيع تطبيق تكنولوجيات المعلومات والاتصالات وتسخيرها لتحقيق التنمية المستدامة وإرساء السلام.
وكشف تقرير قياس مجتمع المعلومات لعام 2018 الصادر عن الاتحاد الدولي للاتصالات أن نحو 51% من سكان العالم أصبحوا قادرين على التواصل عبر الإنترنت بما يصل حالياً إلى أكثر من 3.9 مليار شخص عبر العالم، مشيراً إلى تزايد أعداد الأشخاص الذين يدخلون على الإنترنت عبر أجهزة التليفون المحمول بفضل زيادة تغطية وانتشار شبكات المحمول. كذلك إلي انخفاض عدد من يستخدمون الإنترنت عبر التليفونات الثابتة، وانخفاض نسبة الاشتراكات فى الإنترنت عبر التليفون الثابت فى الدول العربية.
وذكر التقرير أن سرعات النطاق العريض زادت على مستوى العالم إلى أكثر من 10 ميجا فى الثانية بينما السرعات أقل من ذلك فى الدول العربية وأفريقيا بما يتراوح بين 2 إلى 10 ميجا في الثانية. وأن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات أصبحت تستخدم فى العديد من القطاعات فى التعليم والعمل والصحة.
وأشار إلى أنه توجد اختلافات كبيرة بين المناطق الجغرافية في مستويات تنمية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات كما يتضح من الرقم القياسي لتنمية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لعام 2017،وهناك أيضاً تباين كبير في تجربة فرادى البلدان داخل كل منطقة - وترتبط هذه الفروق أساساً بمستويات التنمية الاقتصادية.