ربما سيكون شكل الصراعات المستقبلية مختلفا تماما عما نعرفه فى الوقت الحالى، إذ إن الحروب لن تجرى بالشكل المعتاد، بل ستكون فى الأساس معتمدة على البصمة الرقمية لمستخدمى كل دول حول العالم، وذلك للحصول على أقصى قدر من التحكم فى البيانات الشخصية.
وبحسب موقع TOI الهندى، كشف تقرير حديث أنه بحلول عام 2025، من المقدر إنشاء 463 اكسابايت من البيانات كل يوم على مستوى العالم - أى ما يعادل البيانات الموجودة فى 22 قرصًا مدمجًا فى اليوم، وذلك فى السنوات القادمة، من المتوقع أن يصل الكون الرقمى بأكمله إلى 44 وحدة زيتية بحلول عام 2020 (تبلغ وحدة zettabyte حوالى 1000 اكسابايت، أو مليار تيرابايت (TB) أو تريليون جيجابايت).
وإذا نظرنا اليوم إلى كمية البيانات المستخدمة، نجد أنه يتم إرسال 500 مليون تغريدة يوميًا، إلى جانب 294 مليار بريد إلكترونى على مستوى العالم، كما يتم إنشاء 4 بيتابايت (1000 تيرابايت) على فيس بوك، ويتم إرسال 65 مليار رسالة على واتس آب، ويتم إجراء 5 مليارات عملية بحث على الإنترنت يوميًا، وذلك وفقًا لتقرير صادر عن موقع Visual Capitalist الإعلامى.
ومع وجود مثل هذه الأرقام المذهلة، يتدافع عملاق التكنولوجيا للحصول على أقصى قدر من السيطرة على البيانات الشخصية للمستخدمين، ووسط التحقيقات الجارية فى مجال مكافحة الاحتكار وتحقيقات الخصوصية، يهيمن عمالقة التكنولوجيا مثل فيس بوك وجوجل على المستخدمين عبر الإنترنت.
ومع وجود 2.41 مليار مستخدم نشط شهريًا (اعتبارًا من الربع الثانى من عام 2019)، يعد فيس بوك أكبر شبكة اجتماعية فى جميع أنحاء العالم، لذلك يمكنك أن تتخيل الاختراق الذى يحدث فى حياتنا تتمتع به فى حياتنا الرقمية، فيما تمتلك جوجل حوالى 90 فى المائة من حصة سوق محركات البحث فى جميع أنحاء العالم.
بينما يزور يوتيوب التابع لشركة جوجل أكثر من مليار مستخدم شهريًا، ولدى Gmail أكثر من 1.5 مليار مستخدم نشط، ووفقًا لمركز أبحاث الإعلانات العالمى (WARC)، ستزيد حصة جوجل وفيس بوك من سوق الإعلانات العالمية عبر الإنترنت إلى 61.4% هذا العام - ارتفاعًا من 56.4 فى المائة العام الماضي.
وفى الربع الثانى، بلغت إيرادات الإعلانات على فيس بوك وجوجل حوالى 16.62 مليار دولار و32.6 مليار دولار على التوالى، ووفقا لشركة أبحاث السوق Emarketer، من المتوقع أن يرتفع الإنفاق العالمى على الإعلانات الرقمية إلى 333.25 مليار دولار هذا العام.
كذلك فنجد أن هناك مليارات من الأشخاص يشاركون عددًا كبيرًا من العواطف على فيس بوك وانستجرام وتويتر وسناب شات، مما يعطى فرصة للمعلنين الذين يرون أن هذه المنصات سوقًا أكبر فى المستقبل، فيما ستنشغل شركات التواصل الاجتماعى فى فك رموز ما يراه المستخدمون ورؤيتهم ويشعرون به ويتفاعلون معه أثناء قيامهم بإثارة المشاعر على هذه المنصات وإطعام المعلنين المحتملين لاحقًا.
وجاء فى التقرير أن حقوق وواجبات مستودعات البيانات كونها وسطاء ومقدمى خدمات الشبكة يجب أن تنص بوضوح فى سياق حماية والحفاظ على الخصوصية الشخصية والبيانات، فمن خلال الاستفادة من منشورات المستخدمين وردود أفعالهم عبر الإنترنت وتصفية تلك البيانات فى نقاط البيانات الرئيسية عبر الذكاء الاصطناعى (AI)، فإن التحليلات فى الوقت الحقيقى والخوارزميات العميقة ستجلب ثروة لا يمكن تصورها للمسوقين وعمالقة الوسائط الاجتماعية على حد سواء.