5 شركات تتخلى عن عملة فيس بوك الرقمية "ليبرا".. اعرف الأسباب

عند الكشف عن العملة الرقمية الجديدة لفيس بوك والتى تعرف بـ Libra يوم 18 يونيو الماضى، بدا الأمر كأنه مشروع مقلق يسهم فى مساعدة فيس بوك على السيطرة على العالم. وقد أوضح رئيس القطاع المسؤول عن ليبرا "David Marcus"خطته فى تقرير مفصل، والذى ضم بعض من أقوى الشركات فى عالم الاقتصاد، حيث تم تسجيلها بالفعل للمساعدة فى إدارة العملة الجديدة كجزء من جمعية ليبرا أو Libra Association، وقد كانت رؤية فيس بوك تدور حول تطوير عملة دولية، وبناءً على شركاء الشركة فقد كان من الواضح أن الأمر غير قابل للتوقف. إلا أنه بعد عدة أشهر قليلة بدأت بعض الشركات فى الانسحاب، فقد كانت البداية مع شركة PayPal التى انسحبت يوم 4 أكتوبر الجارى، ثم بحلول السبت الماضى 11 أكتوبر، انسحبت 4 شركات أخرى هم "فيزا وماستر كارد وStripe وMercado Pago"، وهذا يعنى أن كل خدمة دفع رئيسية فى الولايات المتحدة غادرت تحالف عملة فيس بوك الرقمية الجديدة، وهو ما يشير إلى تحول مثير للانزعاج للمشروع المدعوم من فيس بوك، وأول إشارة واضحة إلى أن مؤسسى Libra ربما يعيدون التفكير فى الأمر. السبب وراء الانسحاب وقد يبدو فقدان 5 شركات فى غضون بضع أيام بمثابة هروب كبير، ولعل هذه المجموعة من الشركات لديها أسبابها الخاصة للانسحاب، خاصة وأنهم جميعا خدمات دفع، مما يعنى أن لديهم متطلبات تنظيمية محددة تتعلق بالاحتيال وغسل الأموال وفرض العقوبات، وقد بدأت الحكومات تدرك أن "ليبرا" قد يجعل من الصعب تلبية تلك المتطلبات - وأن ينتهى الأمر بمعالجات الدفع على وجه الخصوص. كما كتب السناتور شاتز وبراون إلى ثلاث من الشركات المغادرة: "يبدو أن فيس بوك يريد فوائد الانخراط فى أنشطة مالية دون مسؤولية التنظيم كشركة خدمات مالية"، وقد كان التضمين واضحًا: إذا جعلت "ليبرا" الأمور سهلة للغاية بالنسبة للإرهابيين وغسيل الأموال، فإن هذه الشركات هى من ستتحمل اللوم والعقاب فى نهاية الأمر. ولعل هذا أمر مخيف للغاية بالنسبة لخدمات الدفع، الذين يمكنهم رؤية أعمالهم المركزية تم القضاء عليها من خلال الإجراءات التنظيمية، لكن بالنسبة لشركات أخرى فى جمعية ليبرا، فإن هذه ليست مشكلة، حيث يتضمن التحالف الأولى مجموعة من المنظمات، بما فى ذلك المؤسسات الخيرية وشركات رأس المال الاستثماري ومقدمى الخدمات. لكن رغم ذلك، فإن مشاكل خدمات الدفع تشير إلى مشكلة مركزية فى مشروع ليبرا، وهى مشكلة قد لا تكون قادرة على حلها، حيث تعمل العملات المدعومة من قبل تقنية Blockchain بشكل أفضل كنظام قائم بذاته، ولكن غالباً ما تنشأ المشاكل فى الأماكن التى تتداخل فيها مع البنوك التقليدية، وفى الأيام الأولى من البيتكوين، غالبًا ما تمت مقاضاة معالجات المعاملات لعدم الالتزام بمتطلبات مكافحة غسل الأموال - وهو أمر لم تفكر فيه العديد من الشركات الرائدة.