فيس بوك يحل مشكلة الخصوصية على حساب الأطفال.. تحذيرات من تشفير رسائل شبكة التواصل الاجتماعى.. ماسنجر مسئول عن 19% وانستجرام 22% وواتس آب 3% من جرائم القصر.. وخطط الشركة الجديدة تضر بالحرب ضد الإرهاب

تسعى شركة فيس بوك لحل مشكلة الخصوصية التى يعانى منها المستخدمين من خلال خطط جديدة لتشفير خدمات المراسلة الخاصة به، ولكن هذا الأمر له وجه آخر خطير فيما يخص أزمة الإساءة ضد الأطفال عبر الشبكة الاجتماعية. ووفقا لما ذكرته صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، فقد قال رئيس سلامة الأطفال فى الجمعية الوطنية لمنع القسوة على الأطفال " NSPCC " عبر الإنترنت، إن الشبكة الاجتماعية ستمنح المجرمين مكانًا إذا طبقت التشفير الشامل على فيس بوك وانستجرام كما تخطط. وكان قد أعلن مارك زوكربيرج، مؤسس فيس بوك عن خطط للتشفير من طرف إلى طرف على تطبيق ماسنجر في بداية مايو، ومن خلال هذه الخطط المقترحة، سيتم منح مستخدمي فيس بوك نفس مستوى الخصوصية مثل خدمة واتس آب. لكن جمعية الأطفال البريطانية، تعتقد أن هذه الخطوة ستمكن مزيد من المجرمين من استغلال الأطفال جنسيا، وتجنب الكشف عنهم من جانب أجهزة تنفيذ القانون. وقال آندي بوروز، رئيس سياسة سلامة الطفل على الإنترنت في NSPCC: " إذا فشل فيس بوك في التأكد من أن التشفير لن يكون ضارًا بسلامة الأطفال، يجب على الحكومة القادمة أن توضح أنها ستواجه عواقب شديدة من اليوم الأول لانتهاكها واجب الرعاية". أرقام صادمة حول الإساءة ضد الأطفال على فيس بوك وقد سلطت المؤسسة الخيرية الضوء أيضًا على حجم صور إساءة معاملة الأطفال والجرائم الجنسية عبر الإنترنت عبر خدمات المراسلة في إنجلترا وويلز التي حددتها الشرطة، فمن بين 9،250 لمثل هذه الحالات، تم تنفيذ أكثر من 4000 نسخة على فيس بوك وواتس آب وانستجرام. وتُظهر البيانات، التي حصلت عليها المؤسسة الخيرية من طلبات حرية المعلومات إلى قوات الشرطة بين أبريل 2018 و 2019، أن 22% تم الإبلاغ عنها على انستجرام و 19 % على فيس بوك، كما أنه ثلاثة في المئة فقط أو 299 حالة، كانت من نصيب موقع واتس آب المملوك لفيس بوك، والذي كان لديه تشفير شامل منذ عام 2016. شرط أساسى لتمكين تشفير الرسائل على فيس بوك تعمل المؤسسة الخيرية أيضًا على الضغط على فيس بوك لتأجيل خطط تشفير حسابات البالغين حتى تثبت الشركة أنها تستطيع اكتشاف إساءة معاملة الأطفال على المنصة بسرعة. كما اتهمت جمعية الأطفال فى الشهر الماضى فيس بوك باستخدام أعداد كبيرة انتقائية للترويج لأحدث تقرير عن الشفافية لديها. فقد قالت فيس بوك إنها اكتشفت 11.6 مليون قطعة من المحتوى المتعلق باستغلال الأطفال وإساءة معاملتهم خلال الفترة من يوليو إلى سبتمبر من هذا العام، وأن حوالي 99 % من محتوى استغلال الأطفال قد تم اكتشافه وإزالته. لكن مجلس NSPCC رد بالقول إن إحصاءات الشبكة الاجتماعية قللت من حجم تجربة الشباب الذين تعرضوا لمثل هذه الصور. الإرهاب مشكلة أخرى! وقالت وزيرة الداخلية البريطانية بريتي باتل أيضًا في وقت سابق من هذا العام، إن خطط فيس بوك لمزيد من التشفير ستضر بالحرب ضد الإرهابيين ومرضى البيدوفيليا "ذوى الميول الجنسية تجاه الأطفال". وكتبت: "عندما يتم تصميم الأنظمة بشكل متعمد باستخدام تشفير من طرف إلى طرف، مما يمنع أي شكل من أشكال الوصول إلى المحتوى، بغض النظر عن الجرائم التي قد تحدث، يجب أن نتصرف". فيما قال متحدث باسم فيس بوك: 'لا يوجد مكان لاستغلال الأطفال على منصاتنا، ونستخدم التكنولوجيا لإزالتها بشكل استباقي ونطور طرقًا أخرى لاكتشاف أنماط السلوك الضار من أجل حظر المسؤولين عن ذلك والإبلاغ عنهم". وأضاف "إننا نعمل مع سلطات حماية الطفل في المملكة المتحدة، ونتشاور مع الخبراء حول أفضل الطرق لتنفيذ إجراءات السلامة قبل التنفيذ الكامل للتشفير من البداية إلى النهاية." ما هو التشفير من طرف إلى طرف؟ يضمن التشفير من طرف إلى طرف للمشاركين في الدردشة فقط قراءة الرسائل ولا أحد بينهما حتى الشركة المالكة للخدمة، ويهدف التشفير من طرف إلى طرف إلى منع قراءة البيانات أو تعديلها سرا عندما تكون في طريقها بين الطرفين. ويتم توفير مفاتيح التشفير اللازمة للوصول إلى الخدمة تلقائيًا فقط لشخصين في كل محادثة، أما في شكلها الحالى غير المشفر، يمكن الوصول إلى الرسائل من قبل طرف ثالث، مما يجعلها قابلة للاعتراض من قبل الحكومات لأسباب تتعلق بإنفاذ القانون.