كشفت إحدى الدراسات أن أقسى فصول الشتاء الأمريكية برودة التي أدت إلى وفاة البعض لا يقتصر سبب حدوثها على الدوامة القطبية، بل إن الطقس يتأثر بارتفاع الضغط في المناطق المدارية التي تقابل الدوامة القطبية، بدلاً من الدوامة وحدها، كما تبين من الباحثين الذين يفحصون أنماط الطقس الشتوي أن هذه الأحداث المتطرفة هي في الواقع نتيجة الضغط العالى الذى يواجه دوامة القطبية ودفع الهواء البارد جنوبًا.
ووفقا لما ذكرته صحيفة "ديلى ميل" البريطانية فيقول فريق من جامعة ريدينج يدرس لأنماط الأربعة للطقس الشتوى فوق قارة أمريكا الشمالية، إنه يُعزى عدد من تفشى الطقس البارد القاسى فى السنوات الأخيرة إلى الدوامة القطبية، بما في ذلك واحدة في يناير 2019 والتي أدت إلى وفاة 12 شخصًا، ولكن تبين من الدراسة أن شكل الدوامة والظروف الموجودة في المناطق المدارية كان له تأثير أقوى على هذه الظروف، وليس فقط الدوامة من تلقاء نفسها.
وقال سيمون لي، من جامعة ريدينج: "على الرغم من أن أشد حالات البرودة التي شهدتها أمريكا الشمالية غالبًا ما توصف بأنها تفشي الدوامة القطبية، تشير دراستنا إلى أنه لا ينبغي اعتبار قوة الدوامة سببًا".
وأضاف: "يجب أن ننظر جنوبًا إلى الظروف المحيطة بخط الاستواء، بدلاً من الشمال إلى القطب الشمالي، لأسباب هذه الظروف المتجمدة الواسعة الانتشار في أمريكا الشمالية".
وأكد أن البرودة الشديدة المنتشرة أكثر شيوعًا عندما يمتد الضغط العالي من خط الاستواء حتى ألاسكا وتمتد الدوامة القطبية إلى أسفل، فهذا الصدام يدفع هواء القطب الشمالي البارد جنوبًا في الجو السفلي.
ويقول العلماء إن تأثير الستراتوسفير على أنماط الطقس، وكذلك كيفية تفاعل ذلك مع الأنماط المدارية الطويلة الأجل مثل النينيو، يجب دراسته أكثر وإدماجه في التنبؤات لتحسين دقتها.
وأوضح علماء المناخ: "كلما كان لدى السكان معلومات أكثر دقة حول التغييرات القادمة في الطقس، كان بإمكانهم الاستعداد بشكل أفضل".