علماء يحذرون من تأثير الاحتباس الحراري على زيادة برودة الطقس فى بريطانيا

يخشى العلماء أن يؤدي تغير المناخ إلى جعل البلدان الساخنة غير صالحة للسكن تمامًا، لكن الاحترار العالمي قد ينتهي به المطاف إلى أن يكون له تأثير مثير للسخرية في جعل الطقس في بريطانيا وشمال غرب أوروبا أكثر برودة، حيث يمر هذا الجزء من العالم بتيار شمال الأطلسي الذي ينقل الماء الدافئ من خليج المكسيك باتجاه أوروبا، ويشك العلماء فى أن المياه العذبة المنبعثة من ذوبان الأنهار الجليدية في جرينلاند يمكن أن "تتداخل مع تيار المحيط". وبحسب موقع مترو البريطانى فقد أجرى باحثون من جامعة جروننجن وجامعة أوتريخت تجربة للتيار ووجدوا أن هناك فرصة بنسبة 15٪ من تباطؤها خلال المائة عام القادمة، ويقول فريد ووبس، أستاذ مشارك في الرياضيات العددية بجامعة جرونينجن: "تخزن المحيطات كمية هائلة من الطاقة وتيارات المحيط لها تأثير قوي على مناخ الأرض"، وقد وجد علماء المحيطات أن تيارات المحيط الأطلسي حساسة لكمية المياه العذبة على السطح، فيما زاد جريان المياه الذائبة من غرينلاند بسبب تغير المناخ ، وكذلك هطول الأمطار على المحيط. ولعل هذه العملية يمكن أن تبطئ أو حتى عكس تيار شمال الأطلسي، مما يعيق نقل الحرارة إلى أوروبا، وعلى الرغم من أن "الانهيار التام" لتدفق الماء الدافئ أمر غير مرجح، إلا أنه يخشى أن يؤدي "الانقطاع المؤقت" إلى انخفاض درجات الحرارة في المملكة المتحدة وشمال غرب أوروبا. فيما زعم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس مؤخرًا أن البشرية على وشك الوصول إلى التغير المناخي "نقطة اللاعودة" وأن محاولاتنا لإنقاذ الكوكب "غير كافية على الإطلاق"، وقال الأمين العام للأمم المتحدة قبل بدء المؤتمر الدولي للمناخ الذي استمر أسبوعين في مدريد، إن ارتفاع درجات الحرارة يسبب بالفعل فوضى في جميع أنحاء العالم، وألمح جوتيريس للصحفيين في العاصمة الإسبانية إلى أن العالم لديه المعرفة العلمية والقدرة التقنية على مواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري، لكن ما ينقصنا هو الإرادة السياسية. وقال جوتيريس إن هناك أدلة علمية متزايدة تظهر تأثير انبعاثات غازات الدفيئة التي من صنع الإنسان بالفعل على الكوكب، بما في ذلك درجات الحرارة القياسية وذوبان الجليد القطبي، لكنه أصر على أن رسالته كانت "رسالة أمل وليست يأسًا"، وأضاف: "يجب أن تتوقف حربنا ضد الطبيعة ونحن نعلم أن ذلك ممكن". وأضاف: "ما زال ينقصنا هو الإرادة السياسية لوضع سعر على الكربون، الإرادة السياسية لوقف الدعم عن الوقود الأحفوري، الإرادة السياسية لوقف بناء محطات توليد الطاقة من الفحم ابتداء من عام 2020 فصاعدا، الإرادة السياسية لتحويل الضرائب من الدخل إلى الكربون. فرض الضرائب على التلوث بدلاً من الناس.