يتطور العلم يوما عن الآخر والبحث لإيجاد حلول لمشكلات راهنة تواجه رواد الفضاء فى ظل الظروف المختلفة لهم بعيدا عن الأرض، ولعل من بينها ما يواجه رواد الفضاء من مشكلة كبيرة فى فقدان كتلة من العضلات بسبب الجاذبية الصغرى وقلة استخدامهم لعضلاتهم، ولكن الغريب أن الدببة الرمادية أيضا تظل لستة أشهر كاملة فى حالة تسمى بـ"السبات الشتوى" وهو نوع من البيات الشتوى الذى يصيبهم، ومع ذلك لا يفقدون أى من كتلة عضلاتهم، لذلك درس العلماء هذه العملية لنقلها مميزاتها للبشر.
ووفقا لما ذكرته صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، سعى العلماء منذ فترة طويلة إلى كشف الأسباب الكامنة وراء هذه الحفظ المميز للعضلات، وقد نشر الأكاديميون في مركز ماكس دلبروك للطب الجزيئي في برلين ورقة في مجلة "التقارير العلمية" التي تبحث في هذه الظاهرة.
فيمكن أن تلقى الدببة الرمادية الضوء على كيفية الحد من الهزال العضلي لرواد الفضاء في الجاذبية الصغرى، والمرضى الذين يعيشون على أجهزة التنفس دون حركة، فإن العضلات تدخل في ضمور، وهي عملية هزال تقلل الأنسجة، إذا لم تستخدم لفترة طويلة، وهذا يمثل مصدر قلق خاص للمرضى في العناية المركزة الذين يتنفسون عن طريق جهاز التنفس الصناعي، حيث يبدأ الحجاب الحاجز في الهزال في غضون ساعات.
وبدأ العلماء في كشف الأسرار وراء هذه الظاهرة ووجدوا مجموعة من الجينات والعمليات التي قد تساعد في درء ضمور العضلات، ويأملون الآن في تحويل نتائجهم إلى دواء لمساعدة الأشخاص المعرضين للضمور، والأشخاص غير القادرين على تنشيط واستخدام عضلاتهم لفترات طويلة من الزمن، بما في ذلك الرواد في الفضاء.
عندما تكون في الفضاء على سبيل المثال في محطة الدولية، فإن قلة قلة الجاذبية تعني أن العضلات بالكاد تعمل، لذلك رواد الفضاء لديهم روتين تمرين قوي لمنعهم من فقدان كميات كبيرة من كتلة العضلات، ولكنها عقبة كبيرة تواجه بعثات استكشاف الفضاء في المستقبل، بما في ذلك المهام المأهولة المخطط لها إلى المريخ.
وأخذت الدراسة عينات من العضلات من أربعة دببة للبحث عن علامات النشاط المتزايد في جينات خلايا العضلات التي تنتج البروتينات، وتعتبر البروتينات أساسية في الحفاظ على نمو العضلات واسترداد عافيتها ويعتقد أن لبنات البناء والأحماض الأمينية هي مفتاح هذه العملية.
وكشفت الدراسة أن بعض البروتينات في العضلات تغير طريقة تعامل الدب مع هذه الأحماض الأمينية أثناء السبات، ويغيرون عملية التمثيل الغذائي للذرات، وهذا يضمن أن تحتوي خلايا العضلات على كميات أكبر من بعض الأحماض الأمينية غير الأساسية (NEAAs).
وتم اكتشاف مجموعة من الجينات ويجري الآن فحصها لمعرفة ما إذا كانت لديها إمكانيات علاجية لحل مشكلات البشر مع ضمور العضلات.