تشير دراسة إلى أن المادة المظلمة يمكن أن تدمر نفسها بنفسها وتغمر السماء بأشعة جاما، حيث إنها ألمع وأقوى ضوء في الكون، تبحر عبر السماء غير مرئية للعين البشرية، وهذه الانفجارات النشطة للغاية من الإشعاع تنبعث من انفجارات النجوم وأحيانا من الثقوب السوداء، ولكن يأمل فريق دولي من الباحثين هذه المرة في أن تؤدي هذه الأشعة القوية إلى شيء آخر وهو المادة الخفية المعروفة باسم المادة المظلمة.
وفقا لما ذكرته صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، ففي دراسة جديدة بمجلة Physical Review Letters، نظر الباحثون إلى ما يسمونه "خلفية أشعة جاما التي لم يتم حلها"، أي كل أشعة جاما الخفية والغامضة التى لم يتم احتساب إشارتها لمصادر معروفة مثل الثقوب السوداء والنجوم المتفجرة.
وعندما قارن الفريق خريطة لأشعة جاما التي لم يتم حلها بخريطة لكثافة المادة في نفس القسم من الكون، وجدوا أن الأشعة تتوافق بدقة مع المناطق الضخمة الجاذبية، حيث يُتوقع أن تختفي المادة المظلمة.
وقال الباحث المشارك دانيل جروين، تشير هذه العلاقة إلى أن المادة المظلمة قد تكون مسؤولة إلى حد كبير عن خلفية أشعة جاما الخافتة للكون.
إذا كان هذا هو الحال، فقد يعطي علماء الفلك بعض الأدلة الحيوية حول خصائص المادة الغامضة، كما أن هناك علماء اكتشفوا أصغر كتلة للمادة المظلمة مؤخرا بين هذه الاكتشافات الفلكية.
وأضاف جروين، عالم الفيزياء الفلكية في مختبر تسريع SLAC الوطني التابع لوزارة الطاقة بجامعة ستانفورد بكاليفورنيا: "المادة المظلمة يمكن أن تتحلل مثل نواة مشعة، وتنتج أشعة جاما كما هي، أو ربما تصطدم جزيئات المادة المظلمة، وتنتج أشعة غاما أثناء تفاعلها."
ويُعتقد أن المادة المظلمة تشكل حوالي 85٪ من كتلة الكون، على الرغم من أن الباحثين لا يزالون على عدم دراية بشكلها، فهى غير مرئية تمامًا للأدوات العلمية الحديثة.
وأوضح جروين: "نحن نعرف بعض خصائص المادة المظلمة رغم ذلك، نحن نعلم أنها أمر شائع جدا فى الكون، ونعلم أنها تحتوى على كتلة تتفاعل مع الجاذبية مع كتلة أخرى".