كشفت دراسة جديدة عن وجود نوع من الغازات الدفيئة أقوى بمقدار 12000 مرة من ثاني أكسيد الكربون، والتي يتم توليدها بشكل رئيسي في الصين والهند، ويتم إطلاقها عند مستويات قياسية، وتتناقض الدراسة التي أجرتها جامعة بريستول مع التقارير التي تفيد بأن الغاز المسمى HFC-23، تم التخلص منه تقريبًا من الغلاف الجوي في عام 2017.
ووفقا لما ذكرته صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، فبدءًا من عام 2015، أعلنت الهند والصين عن خطط طموحة لإنهاء الانبعاثات في مصانع الغاز، وقالت في عام 2017 إنها نجحت.
فيما وجدت هذه الدراسة، التي نظرت إلى كمية مركبات الكربون الهيدروفلورية - 23 في الغلاف الجوي على مستوى العالم، أنه لم تتم إزالتها، وكذلك أن هذه المستويات زادت بشكل كبير.
وكان العلماء يتوقعون انخفاض الانبعاثات العالمية بنسبة 90 % تقريبًا بين عامي 2015 و2017 نتيجة لمطالبات الهند والصين.
ويقول باحثو الدراسة إن هذا الغاز قوي جدا، حيث يساوي طن واحد من انبعاثاته إطلاق أكثر من 12000 طن من ثاني أكسيد الكربون، فخلال العقدين الماضيين، ظل العلماء يراقبون تركيز غاز الهيدروفلوروكربون (HFC) في الغلاف الجوي بسبب قوته.
وقال الدكتور مات ريجبي، باحث مشارك: "عندما رأينا تقارير عن تخفيضات هائلة في الانبعاثات من الهند والصين، كنا متحمسين لإلقاء نظرة فاحصة على البيانات".
وأضاف: "إن الغازات الدفيئة القوية هذه تنمو بسرعة في الجو منذ عقود، وتشير هذه التقارير إلى أن الارتفاع كان يجب أن يتوقف بالكامل تقريبًا في غضون عامين أو ثلاثة أعوام".
وأكد ريجبى: "الحقيقة أن هذا التخفيض لم يتحقق، وأنه بدلاً من ذلك، ارتفعت الانبعاثات العالمية بالفعل"، فقد كشفت الأمم المتحدة: انبعاثات الغازات الدفيئة بلغت مستويات عالية قياسية فى 2018، ومازالت فى زيادة مع وجود غازات قوية كالتى تم الكشف عنها فى الدراسة.
كما أنه في عام 2016، استهدف تعديل بروتوكول مونتريال الحد من التأثيرات المناخية لمركبات الكربون الهيدروفلورية التي ازدادت انبعاثاتها بسبب استخدامها كبديل للمواد المستنفدة للأوزون.
وعلى الرغم من أن الصين والهند غير ملزمتين بعد بالتعديل، فإن تخفيضهما المبلغ عنه كان من شأنه أن يضعهما على الطريق الصحيح ليكونا متوافقين معه.
وأوضح ريجبى، "توصلت دراستنا إلى أنه من المحتمل جدًا أن الصين لم تنجح في تقليل انبعاثات مركبات الكربون الهيدروفلورية -23 كما ورد في التقارير".