اضطرت شركة سبيس إكس إلى تأجيل إطلاق 60 قمرا صناعيا آخر من مشروع ستارلينك اليوم إلى المدار، فرغم إطلاق مجموعة الأقمار الصناعية فى الساعة 9:49 بالتوقيت الشرقى (14:49 بتوقيت جرينتش) من كيب كانافيرال، لكن سبيس إكس أعلنت عبر تويتر أنها ستتوقف، وذكرت أن الرياح القوية من المستوى العلوى هى سبب الإلغاء، ومن المقرر إطلاق الأقمار الصناعية غدًا فى الساعة 9:28 صباحًا بتوقيت شرق الولايات المتحدة (14:28 بتوقيت جرينتش).
يريد إيلون ماسك، الرئيس التنفيذى لشركة سبيس إكس، إرسال الآلاف من الأقمار الصناعية إلى الفضاء لنقل الإنترنت إلى جميع سكان الأرض، ولن تؤدى هذه النكسة البسيطة إلى ردع خطط سبيس إكس، لأنها ستواصل مهمتها المثيرة للجدل المتمثلة فى نشر الإنترنت للجميع عبر كوكبة من الأقمار الصناعية المتصلة.
وستوفر ستارلينك خدمة إنترنت سريعة وموثوق بها للمواقع التى كان الوصول إليها غير موثوق به أو مكلفًا أو غير متاح تمامًا، إذ تم تصميم الأقمار الصناعية لتوفير تغطية النطاق العريض عبر سطح العالم.
إن الإطلاق الذى تم إلغاؤه اليوم كان من شأنه أن يضع الدفعة التشغيلية الثالثة من الأقمار الصناعية فى مدار حول الأرض، مما يجعل البنية التحتية الناشئة لستارلينك تصل إلى 180.
وبدلاً من ذلك، سيتم إطلاق صاروخ Falcon 9 الذى يبلغ طوله 229 قدمًا من كيب كانافيرال غدًا، ويزن كل قمر صناعى نحو 575 رطلاً فقط (260 كجم) وستشكل جزءًا من كوكبة ستارلينك الأكبر.
وستدور الأقمار الصناعية فى نهاية المطاف على ارتفاع 341 ميلًا فوق الأرض، وسيهبط الصاروخ الرئيسى على متن طائرة فى المحيط الأطلسي.
وفقًا لتوقعات الطقس، كانت هناك فرصة تقريبية بنسبة 50 فى المئة لإطلاق اليوم، لكن تبدو توقعات الغد أكثر وضوحًا، مع فرصة حوالى 80 فى المئة لظروف جوية مناسبة.
وقد تم بالفعل إطلاق العشرات من الأقمار الصناعية وحصل "ماسك" على تصريح من السلطات المختصة لإرسال آلاف أخرى إلى المدار.
وظهر فى الإصدار السابق فى 6 يناير قمر صناعى واحد مغطى بطبقة داكنة لاسترضاء الفلكيين الساخطين، لتكون بمثابة الخطوة الأولى للسماح لـستارلينك بالنمو مع عدم عرقلة رصد الفضاء من الأرض.
فى الشهر الماضى، وصف علماء الفلك خطط الإنترنت العالمى عالى السرعة بأنها "مأساة" وقالوا إنها تعيق الملاحظات العلمية الرئيسية.
وقال ديف كليمنتس عالم الفيزياء الفلكية فى جامعة إمبريال كوليدج فى لندن لهيئة الإذاعة البريطانية: "إن سماء الليل هى مشاع - وما لدينا هنا هو مأساة".لذا فهم يعيقون كل شيء. وستفوت أى شيء وراءهم ، سواء كان ذلك كويكبًا محتملًا خطيرًا أو كوازارًا بعيدًا فى الكون ".
ستكون الأقمار الصناعية تهديدًا خاصًا للمسوحات واسعة النطاق للسماء ، مثل تلسكوب المسح الكبير السينوبتى (LSST) فى تشيلي.
وأوضح الدكتور كليمنتس "ما نريد أن نفعله مع LSST والتلسكوبات الأخرى هو عمل صورة متحركة فى الوقت الحقيقى لكيفية تغير السماء".
"لدينا الآن هذه الأقمار الصناعية التى تقاطع الملاحظات ، ويبدو الأمر وكأنه شخص يتجول فى إطلاق مصباح يدوى بين الحين والآخر."
يبحث سبيس إكس فى إمكانية جعل الأقمار الصناعية أقل انعكاسًا ، فى محاولة للحد من تدخلها مع علماء الفلك على الأرض.
تم تزويد طائرة واحدة محددة فى إطلاق الليلة بسطح أقل انعكاسًا لتقليل الوهج ويتم استخدامها كحالة اختبار لمعرفة كيف تؤثر على أدائها.
وقالت لورا فورزيك ، محللة الفضاء ، إن فعالية التدابير لا تزال غير مؤكدة.