حذر العلماء من أن طرق تخزين النفايات النووية الحالية أقل استقرارًا مما كان يُعتقد سابقًا وقد تسرب المواد المشعة الضارة، إذ ينطوى التخلص من النفايات النووية على مزجها مع مواد أخرى لتشكيل الزجاج أو السيراميك، ثم تغليف تلك القطع من الزجاج أو السيراميك المشعة داخل العلب المعدنية، ويتم بعد ذلك دفن هذه العلب تحت الأرض فى مستودع لعزل المواد المشعة ومنعها من التفاعل مع البيئة.
ومع ذلك، وجد الفريق أن المواد الزجاجية والسيراميك التى تحمل نفايات نووية يمكن أن تتفاعل مع الفولاذ المقاوم للصدأ المستخدم فى صناعة العلب، مما يؤدى إلى تسريع التآكل، وقد يؤثر ذلك على عمر تخزين النفايات النووية ويزيد من التلوث الإشعاعى فى البيئة، ما قد يؤدى إلى تلويث مصادر المياه والتعرض لخطر الإصابة بأمراض مزمنة.
وقال الفريق فى ورقتهم البحثية: "إن التآكل الذى يتم تسريعه من خلال التفاعل بين المواد المتباينة يمكن أن يؤثر تأثيراً عميقًا على عمر عبوات النفايات النووية، وبالتالى، يجب مراعاة ذلك بعناية عند تقييم أداء أشكال النفايات وحزمها".
يمكن أن تظل النفايات المشعة خطرة على البشر والبيئة لمئات الآلاف من السنين، نتيجة لذلك، يتم دفن ما يسمى بالنفايات عالية المستوى (HLW)، بمستودعات على عمق يتراوح بين 250 مترًا و1000 متر.
يتم تخزين النفايات المشعة فى هذه الأعماق بتكوينات جيولوجية مستقرة لمنع أى فرصة تعرض البشر للإشعاع النووى، وتنشأ HLW عادةً فى صورة سائلة، ويتم توليدها كمنتج ثانوى أثناء إعادة معالجة الوقود المستهلك من المفاعلات النووية.
فى المملكة المتحدة، تتم معالجة HLW فى سيلافيلد، وهو موقع مساحته ميلين على مقربة من سيسكال على ساحل كمبريا، وييتم تجميد بعض النفايات المشعة بالزجاج أو السيراميك ثم يتم وضعها فى علب معدنية داخل هذه المستودعات العميقة تحت الأرض.