ستسافر مركبة الفضاء الجديدة التابعة لوكالة ناسا الأمريكية في حدود 26 مليون ميل من الشمس من أجل جمع البيانات التي من شأنها مساعدة العالم على التنبؤ بشكل أفضل بالعواصف الشمسية، حيث ستلتقط الصور الأولى لأقطاب الشمس الشمالية والجنوبية، بالتعاون مع وكالة الفضاء الأوروبية (ESA) ، ويطلق الفريق المركبة الشمسية المدارية قريبا التي ستستخدم جاذبية كوكب الزهرة والأرض لإخراج نفسها من مستوى مسار الشمس حيث تدور جميع الكواكب.
ووفقا لما ذكرته صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، سرتكز المركبة على الشمس مباشرة، لتزود العلماء ببيانات أفضل للتنبؤ بالعواصف الشمسية بشكل أكثر دقة.
وتم تجهيز المركبة الجديدة Solar Orbiter بدرع حراري من التيتانيوم مصمم خصيصًا ومغطى بفوسفات محدد يتحمل درجات حرارة تزيد عن 900 درجة فهرنهايت، مما يسمح لها بالاقتراب على مسافة 26 مليون ميل من أشعة الشمس الحارقة.
ومن المقرر أن تتوجه أوروبا وأمريكا فى مهمة جديدة إلى الشمس الشهر المقبل، حيث تطلق وكالات الفضاء المركبة في 7 فبراير 2020 الساعة 11.15 مساءً بتوقيت شرق الولايات المتحدة من كيب كانافيرال بولاية فلوريدا.
ويدرس العلماء المجال المغناطيسي للشمس من أجل التنبؤ بموعد حدوث العواصف الشمسية، والتي تتداخل مع أقمار GPS والاتصالات في أسوأ حالاتها، ويمكنها حتى تهديد رواد الفضاء، فهناك فجوات في البيانات بسبب نقص المعلومات حول أعمدة النجم.
وقالت هولي جيلبرت، عالمة مشروع ناسا للمهمة في مركز جودارد لرحلات الفضاء التابع لناسا في جرينبيلت بولاية ماريلاند: "القطبان الخاصان بالشمس مهمان بشكل خاص بالنسبة لنا حتى نكون قادرين على نمذجة أكثر دقة".
وأضافت جيلبرت: "للتنبؤ بأحداث الطقس الفضائي، نحتاج إلى نموذج دقيق للغاية للحقل المغناطيسي العالمي للشمس".
وهذه ليست المرة الأولى التى تتعاون فيها وكالة ناسا مع وكالة الفضاء الأوروبية لاستكشاف الشمس، فقد فعلوا ذلك في عام 1990، حيث أطلقوا المركبة أوليسيس التي قامت بثلاث تمريرات حول الشمس، لكنها لم تتمكن من الاقتراب من مسافة الأرض من الشمس، كما أنها تقنية رياضية فقط تقيس البيئة حول المركبة الفضائية، ولكن ستمر المركبة الشمسية Orbiter داخل مدار عطارد ومعها أدوات أكثر تطوراً.