تشير دراسة جديدة إلى أن العلماء قد يكونون بحاجة إلى التفكير مرتين عند استخدام الذكاء الاصطناعي للمساعدة في البحث عن الحياة خارج كوكب الأرض، حيث استخدم فريق إسباني نظام الذكاء الاصطناعي لتفسير شكل بصورة لوكالة ناسا عن حفرة على الكوكب القزم سيريس، ثم جمع الباحثون 163 متطوعًا بدون تدريب في علم الفلك لوصف ما رأوه على صورة الحفرة.
ووفقا لما ذكرته صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، بينما اكتشف الذكاء الاصطناعي مربعًا ومثلثًا، فإن غالبية البشر قاموا فقط بتفسير المربع، ولكن بمجرد الإشارة إلى المثلث الذى تعرف عليه الذكاء الاصطناعى للبشر، ارتفع عدد الأشخاص الذين قالوا إنهم يرونه من 7 % إلى 56 %.
ويشير هذا إلى أن تأثير الذكاء الاصطناعي قد يكون قوياً على الدماغ البشري عند تفسير علامات الحياة الفضائية على كواكب أخرى، حتى عندما يكون هناك تساؤل حول وجودها بالفعل من عدمه.
وقال جابرييل جي دي لا توري، باحث الدراسة بجامعة قادس بإسبانيا: "اكتشف كل من الأشخاص والذكاء الاصطناعي بنية مربعة في الصور، لكن أدوات الذكاء الاصطناعى حددت أيضًا مثلثًا".
وأضاف لاتورى: "على الرغم من كونه دقيق ولديه العديد من التطبيقات، إلا أنه يمكن أن يربكنا ويخبرنا أنه اكتشف أشياء مستحيلة أو خاطئة".
وقال دي لا توري، إن هذا يضر بفائدة الذكاء الاصطناعي في البحث، حيث تم الحصول على صورة البقعة المضيئة، التي تقع على فوهة البركان المسماة Occator ، بواسطة مركبة الفضاء Dawn التابعة لناسا في عام 2018 على ارتفاع حوالي 36 ميلاً.
وعلى الرغم من أنه أكبر كائن في حزام الكويكبات الرئيسي، إلا أن سيرس عبارة عن كوكب قزم، يبلغ قطره 587 ميلًا، بين مداري المريخ والمشتري.
وأصبح الكوكب القزم مشهورًا في عام 2015 عندما شوهدت مناطق مضيئة، وتم حل لغز مصدر الضوء عندما اقترب مسبار من وكالة ناسا من اكتشاف ما يكفي من الجليد البركاني وانبعاثات الملح.
قال دي لا توري إن ما اكتشفته أدوات الذكاء الاصطناعى في كلية فيناليا ربما يكون مجرد غرابة في الضوء والظل، رغم أنه سبق أن تم تدريب نظام رؤية الذكاء الاصطناعي على آلاف الصور من المربعات والمثلثات.
وتقول الورقة البحثية: "اليوم، نحن نعيش في خضم طفرة في استخدام الذكاء الاصطناعي في العديد من التطبيقات العلمية والتكنولوجية، بما في ذلك البحث عن الذكاء الخارجي، ومع ذلك، لا يزال التصور البشري وصنع القرار هو الجزء الأخير من السلسلة في أي تحليل للبيانات أو تفسير للنتائج".