وجد فريق من العلماء طريقة لتحليل غبار القمر استنادًا إلى حبة واحدة فقط من المادة، حيث أبلغ الباحثون نتائجهم في دراسة جديدة تحلل حبة واحدة من غبار القمر التي جمعها رواد الفضاء في مهمة أبولو 17 في عام 1972، فهناك فقط حوالي 900 رطل أى (400 كيلوجرام) من الصخور عادت خلال مهمات هبوط أبولو للقمر البشري في الستينيات والسبعينيات، لذلك كل حبة لها قيمة علمية كبيرة.
ووفقًا لما ذكره موقع "space" الأمريكي، قالت جينيكا جرير، وهي طالبة دكتوراه في العلوم الجيوفيزيائية في متحف فيلد وجامعة شيكاغو في بيان: "نحن نحلل الصخور من الفضاء والذرة تلو الذرة"، مضيفة "أنها المرة الأولى التي ندرس فيها عينة قمرية كهذه، فنحن نستخدم تقنية لم يسمع عنها كثير من الجيولوجيين".
وقال فيليب هيك، باحث مشارك في المتحف الميداني وأستاذ مساعد للعلوم الجيوفيزيائية في جامعة شيكاغو: "يمكننا تطبيق هذه التقنية على عينات لم يدرسها أحد"، مضيفًا: "هذا الأمر مضمون تقريبًا للعثور على شيء جديد أو غير متوقع، فهذه التقنية لها حساسية عالية ودقة عالية، وتجد أشياء لن تجدها بخلاف ذلك وتستخدم فقط جزءًا صغيرًا من العينة."
ويستخدم الباحثون هذه التقنية، التي يطلق عليها التصوير المقطعي للذرة، لمعرفة المزيد عن تاريخ القمر، فيمكن للعلماء تحليل العينات لمعرفة كيف تشكل الماء والهيليوم على سطح القمر، ويمكن أن يكون كلا المركبين موارد مفيدة لمهمات الهبوط المستقبلية، التى تخطط ناسا أولها بعام 2024.
كما أنه في عينة من غبار القمر، عثرت جرير على الماء والهيليوم والحديد وحتى آثار التجوية الناجمة عن تعرضها للظواهر القاسية في الفضاء، بما في ذلك الإشعاع، وللعثور على هذه الميزات، تم دراسة طبقة من بضع مئات من ذرات المواد من السطح، وهي عينة أرق بكثير من ورقة، يبلغ سمكها مئات الآلاف من الذرات.
ووضعت العينة داخل مسبار ذرة في جامعة نورث وسترن في إلينوي، واستخدمت الليزر لإخراج الذرات الفردية بعناية من العينة وتحطيمها في لوحة كاشف لتحليلها.