تكشف الأقمار الصناعية عن انهيار جبل جليدى بمثابة جزءًا كبيرًا من الجليد قد تجاوز ثلاث أضعاف باريس بواحد من أكبر الأنهار الجليدية انكماشا مؤخرا، وهو نهر Pine Island Glacier (PIG)، ويربط هذا النهر الهائل المتجمد، المحيط بأرض القارة القطبية الجنوبية والذى يتراجع بسرعة، بسبب ما تفعله درجات الحرارة الأكثر دفئًا على الأنهار الجليدية المعرضة للخطر، والتي إذا ذابت، ستؤدي إلى ارتفاع منسوب مياه البحر في العالم بنحو أربعة أقدام.
ووفقا لما ذكرته صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، انفصل الجزء الضخم من الجليد بسرعة إلى جبال جليدية أصغر، وقام العلماء في كوبرنيكوس، بالشراكة مع وكالة الفضاء الأوروبية، بمراقبة الجبل الجليدي البعيد لعدة سنوات عبر الأقمار الصناعية.
وتم دمج ما مجموعه 57 صورة مستقلة تم التقاطها على مدار 12 شهرًا في فيديو قصير بواسطة وكالة الفضاء الأوروبية، يكشف كيف أن جزءًا من الجليد تبلغ مساحته 120 مترًا مربعًا (312 كيلومترًا مربعًا) قد انفصل عن الجسم الرئيسي للنهر الجليدي.
وهذا هو ما يقرب من حجم جزيرة مالطا، وثلاثة أضعاف حجم عاصمة فرنسا "باريس"، حيث تمت مراقبة سلسلة من الانقسامات منذ أوائل عام 2019، ومع مرور الأقمار الصناعية فوق المنطقة، استولت على اللحظة التي سقط فيها أخيرًا، وهذه القطعة الكبيرة من الجليد تنقسم إلى عدة صخور أصغر.
وقال مارك درينكوتر، العالم البارز وأخصائي الغلاف الجليدي في وكالة الفضاء الأوروبية: "أنشأت الأقمار الصناعية المزدوجة في كوبرنيكوس Sentinel-1 فتحة يمكن للجمهور من خلالها مشاهدة أحداث مثل هذه تتكشف في المناطق النائية حول العالم".
وأضاف درينكوتر، "ما يثير القلق هو أن دفق البيانات اليومي يكشف عن الوتيرة الدرامية التي يعيد بها المناخ تحديد وجه القارة القطبية الجنوبية."