كشفت دراسات حديثة أن نقل الزراعة إلى مناطق جديدة مع ارتفاع درجة حرارة الكوكب من تغير المناخ قد يؤدي إلى إطلاق 177 جيجا من ثانى أكسيد الكربون فى الغلاف الجوى وتسريع ظاهرة الاحتباس الحراري، حيث بحثت دراسة جديدة من مركز بيتى وجوردون مور للعلوم فى ولاية فرجينيا تأثير الزراعة فى مواقع الحدود الشمالية الجديدة، ويمكن أن تصبح بعض المناطق فى المناطق المرتفعة بما فى ذلك شمال كندا المجمدة حاليًا أكثر ملاءمة للزراعة.
ووفقا لما ذكرته صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، قد يؤدى تحويل هذه التربة الجديدة فجأة إلى إطلاق كمية كبيرة من الكربون فى الجو، ولكن يمكن إدارة الحدود الزراعية الجديدة بشكل صحيح مقدمًا لتقليل المخاطر.
وابتكرت هانا والفريق الذى ضم باحثين من جامعة جيلف فى كندا أول نموذج من نوعه لتوقعات الأراضى الزراعية.
وتعتمد البيانات على الارتفاع المتوقع فى درجات الحرارة والتغيرات فى ملامح المناخ فى جميع أنحاء البلاد، مما يؤدى إلى "الحدود الشمالية الجديدة".
وقال مؤلفو الورقة "فى عالم يسخن، ستكون هناك فرص وتحديات جديدة فى الشمال".
وأضافت ""هذا العمل يسلط الضوء على الطريقة التى يجب أن نتبعها فى فكرة تطوير الأراضى الزراعية الجديدة بحذر شديد وأن نضع فى اعتبارنا الآثار السلبية المحتملة".
وصاغ الباحثون آفاق نمو المحاصيل الغذائية الرئيسية فى الأراضى الزراعية الجديدة المحتملة التى قد تتاح مع تغير المناخ الذى يغير مواسم النمو.
وقال كريشنا بهادور كيه سى من جيلف: "من المرجح أن تصبح المناطق غير المناسبة للزراعة فى الوقت الحالى مناسبة خلال الخمسين إلى المائة عام القادمة".
ووجد الباحثون أن مساحة الأرض الزراعية قد تزيد بمقدار الثلث تقريبًا، بما فى ذلك فرص الزراعة الجديدة الشاسعة فى كندا وشمال روسيا.
وقالت الباحثة الرئيسية هانا: "عندما تصبح الأراضى الحالية أقل ملاءمة، سيكون هناك ضغط لتطوير حدود جديدة وسيأتى ذلك بمجموعة من العواقب البيئية الكبرى".
جمعت الدراسة بين توقعات لدرجات الحرارة وهطول الأمطار من 17 نموذجًا مناخيًا عالميًا ونماذج زراعية تتنبأ بمدى ملاءمة زراعة 12 محصولًا غذائيًا مهمًا عالميًا.
وقال كريشنا "لقد استخدمنا توقعات تغير المناخ وبيانات علوم المحاصيل لمعرفة ما قد نتمكن من النمو فى هذه المناطق".
وخلصت الدراسة على الصعيد العالمى إلى أنه من المتوقع أن تكون أراضى المحاصيل المرتقبة أكثر انتشارًا فى المناطق الشمالية، ويوجد أكثر من نصف مساحة اليابسة فى كندا (1.6 مليون ميل مربع) وروسيا (1.7 مليون ميل مربع).
وقال الباحثون أن زراعة الغذاء فى مناطق جديدة قد تعزز التنمية الاقتصادية وتقلل الفقر وانعدام الأمن الغذائى فى شمال كندا، فى الوقت نفسه، يدعو الفريق صناع السياسة إلى الموازنة بين الحاجة إلى المزيد من الغذاء والتأثيرات البيئية المحتملة للزراعة الأكثر انتشارًا، فى أماكن تخزن الانبعاثات الدفيئة.
وقال الباحث المشارك إيفان فريزر "المفاضلة بين المخاوف البيئية وإنتاج الغذاء قد تكون مهمة للغاية، نحن بحاجة إلى التفكير بعناية حول الاستدامة البيئية".