تثير القوارض والحشرات عادة الذعر بين الناس عندما يفاجئوا بها داخل المنزل، ولعل الفئران من أكثر القوارض إثارة للخوف بين سكان أى منزل، لكن إذا كان الحال هكذا والفأر بحجمه الطبيعى الصغير، فماذا سيحدث إذا أصبح هذا الفأر بحجم إنسان بالغ؟.
لقد كان هذا الأمر واقعيًا بالفعل على كوكبنا، لكن لا داعى للقلق، فهذا الحيوان العملاق لا يعيش على الأرض الآن، بل إنه يرجع إلى ملايين السنين، حيث اكتشف علماء آثار فى جنوب أمريكا حفريات تعود لفأر بحجم الإنسان كان يعيش فى عصور ما قبل التاريخ.
ويزن الفأر الذى يحمل اسم "نيوبيبليما أكرينسيس" ما يقارب 81 كيلوجرامًا، أما طوله فيزيد على المتر ونصف، ويقدر عمره بـ10 ملايين عام، فيما كان يمتلك سنين قاطعين، ووفقما ذكرت شبكة "فوكس نيوز" الإخبارية، فإن باحثين عثروا على حفريات الفأر العملاق فى غرب منطقة الأمازون البرازيلية، لكنهم اكتشفوا أن دماغه كان يزن 113 جرامًا فقط، مما يشير إلى أن الحيوان لم يكن يتسم بالذكاء.
وتعليقًا على الأبحاث التى أجريت على الفأر ونشرت فى مجلة "بيولوجى ليترز" العلمية، قال عالم الحيوانات خوسيه فيريرا: "رغم أن نيوبيبليما كان واحدا من أكبر القوارض على الأرض، فإن دماغه كان صغيرا للغاية مقارنة مع حجمه".
وأرجع العلماء صغر حجم دماغ الفأر إلى تكيّفه مع بيئته المحيطة، حيث كانت الحيوانات التى يتغذى عليها متوفرة وبكثرة بمنطقة تواجده، ولم يكن مهددا من قبل كائنات أخرى، وأوضح فيريرا هذه النقطة قائلا: "عندما ظهرت هذه الفئران فى أمريكا الجنوبية لم تكن الثدييات المشيمية آكلة اللحوم قد وصلت للقارة، لأن برزخ بنما لم يكن قد تشكّل بعد، ولم يكن هناك رابط برى مع القارة القطبية الجنوبية"، والجدير بالذكر أن أمريكا الجنوبية كانت موطنا لكائنات كبيرة الحجم، حيث اكتشف علماء فى وقت سابق من هذا الشهر حفريات تعود لأكبر سلحفاة، وكانت تزن 1130 كيلوجرام تقريبا، وذلك وفقًا لما نقلته "سكاى نيوز" الإخبارية.