لجأ علماء بريطانيون للاستعانة بقدرات ومهارات النحل على تذكر المواقع والتخطيط والتنقل فى أمكنة ضيقة وتجنب العقبات، لتطوير طائرات بدون طيار، حيث يزعم العلماء أنهم اكتشفوا بعض أسرار الملاحة لدى النحلة واستعانوا بها لبرمجة "طائرات من دون طيار" لجعلها أكثر ذكاءً وأخف وزناً وأكثر قدرة على أداء مهام مثل عمليات التسليم فى المدن.
وقام الخبراء بتثبيت أجهزة الاستجابة للترددات (ترانسبوندر) على النحل ومراقبتها، كما وضعوا قسما من النحل فى جهاز محاكاة الواقع الافتراضى، ومن جهته، قال جيمس مارشال، من جامعة شيفيلد: "من المثير للإعجاب أن نحلة وعقلها بحجم الدبوس، تستطيع الطيران أكثر من خمسة أميال ثم تذكر طريقها إلى المنزل"، مشيرًا إلى أن "هناك الكثير من البحوث والهندسة فى تصميم الأنظمة المسيرة، لكن، ليس لدينا نظام مسير يتمتع بمثل كفاءة وقوة النحل".
وتنفذ طائرات بدون طيارعدة مهام منها البحث والإنقاذ والتسليم والتنقل فى بيئات معقدة وغالبًا ما يتم ذلك بمساعدة قليلة من وحدات التحكم الخارجية، وأضاف مارشال - الذى قدم نتائج أبحاثه أمام الجمعية الأمريكية للتقدم العلمى - "إذا أردت من الطائرة المسيرة توصيل شىء ما إلى موقف سيارات متعدد الطوابق فلن يقدر نظام الملاحة للطائرة فى أماكن كهذه، فالأمر يتطلب الكثير من العمليات الحسابية التى يصعب للجهاز تحملها، لكن الحشرات قادرة على التنقل فى مسارات معقدة بشكل روتينى".
وراقب العلماء كيف يتجنب النحل العواقب المختلفة من خلال اكتشاف الهندسة العكسية لدماغ النحل (اكتشاف كيف يتنقل النحل على بعد عدة كم وإمكانيته فى العودة إلى قفيره)، وقال مارشال: "إنه لغز كبير، ونحن نعلم كيف تتصل الخلايا العصبية معا فى الدماغ ونعرف كيف يستجيب بعضها للمدخلات"، كما أن النحل يمتلك قدرات بصرية خارقة، حيث يمكنهم التنقل فى بيئة معقدة ثلاثية الأبعاد مع الحد الأدنى من التعلم، وذلك باستخدام مليون خلية عصبية فقط موجودة فى ملليمتر مكعب من الدماغ، وفقا لما نقلته وكالة "سبوتنيك" الروسية، عن صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية.