تطورت الحياة على الأرض تقريبًا في مهدها منذ مليار عام، حيث كانت التفاعلات الكيميائية الرئيسية في محيطات العالم تجعل الكوكب متعطش للأكسجين، فخلال هذه الفترة الزمنية، المعروفة باسم Neoproterozoic، تم إنتاج الأكسجين عن طريق التمثيل الضوئي من العوالق النباتية بالمحيط، لكن المحيطات أصبحت غنية بالحديد قبل حوالي 800 مليون عام مما حد من القدرة على إنتاج الأكسجين.
ووفقا لما ذكرته صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، انخفض الأكسجين إلى حوالي 1% من المستويات الحديثة وكان بالكاد يكفي للحياة، وقد عمل فريق دولي من الباحثين بقيادة جامعة إكستر على تقييم الدور الذي لعبه المحيط في مساعدة الحياة على الأرض أو إعاقتها.
وقال الدكتور رومان جيلباود من المركز الوطني للبحوث العلمية في تولوز: "لقد تغيرت كيمياء المحيطات في هذه الفترة لتصبح غنية بالحديد".
وأضاف: "نعلم أن كيمياء المحيطات تؤثر على دورة الفسفور اللازم للحياة، لكن التأثير على توافر الفسفور في هذا الوقت لم يتم التحقيق فيه حتى الآن".
وأوضح: "من خلال تحليل رواسب المحيط، وجدنا أن معادن الحديد كانت فعالة للغاية في إزالة الفسفور من الماء".
ووجدت الدراسة أن كمية الفسفور المتاحة ظلت كافية فقط لدعم الغلاف الجوي المؤكسد، حوالي 1% من المستويات الحالية.
وقال البروفيسور تيم لينتون، مدير معهد النظم العالمية بجامعة إكستر: "تشير ملاحظاتنا إلى تباين محتمل كبير في تركيزات الأكسجين في الغلاف الجوي عبر منتصف العمر للأرض".
وأضاف لينتون: 'أحد الأسئلة حول ظهور حياة معقدة هو لماذا لم يحدث ذلك عاجلاً".
وأشار لينتون إلى أن نقص الأكسجين والمواد الغذائية هما سببان محتملان، مضيفا: "في الواقع، إذا انخفضت مستويات الفسفور في الماء إلى أقل من ذلك، فقد كان من الممكن أن يساعد في جو مناسب للبكتيريا ولكن ليس للحياة المعقدة".