تظهر صورة الأقمار الصناعية للاتحاد الأوروبي انخفاضًا في تلوث الهواء بنسبة 30% فى الصين، حيث يجبر تفشي فيروس كورونا البلاد على إيقاف رحلات الطيران وغلق المصانع مع حجز الكثير في الحجر الصحى، فيما أغلقت الحكومة أيضا الكثير من نشاطها الصناعي، وتبينت هذه النتيجة بعد مقارنة صور الأقمار الصناعية لجودة الهواء في فبراير مع نفس الشهر من 2017 و 2019.
ووفقا لما ذكرته صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، فإن تلوث الهواء في الصين الناجم عن جزيئات صغيرة، والتي تتسرب إلى الرئتين ويسبب مشاكل في التنفس، ولكنه الآن قد انخفض بشكل كبير في أعقاب فيروس كورونا.
ووجد انخفاضًا في كمية انبعاثات PM2.5 في الصين بنسبة تصل إلى 30% في نفس الوقت الذي أغلق فيه فيروس COVID-19 معظم صناعة البلاد.
وتعد PM2.5 بمثابة جزيئات صغيرة أصغر بنحو 25 مرة من عرض شعر الإنسان الذي يدخل داخل الجسم ويرتبط بقضايا الجهاز التنفسي، وهذه الجسيمات، سواء كانت صلبة أو غازية أو سائلة في تكوينها، لديها القدرة على إحداث أو تفاقم الأمراض المزمنة وغيرها من مشاكل الجهاز التنفسي.
ويتعقب كوبرنيكوس، الذراع الرئيسي لرصد الأرض في الاتحاد الأوروبي، بيانات الغلاف الجوي والمناخ المتعلقة بدرجة الحرارة والتلوث على الأرض.
وقال كوبرنيكوس في بيان، إن خدمة رصد الأجواء لاحظت انخفاضا في الجسيمات الدقيقة (PM2.5) لشهر فبراير مقارنة بالسنوات الثلاث السابقة التي تراوحت بين 20 و 30 %.
كما تم الجمع بين قراءات الغلاف الجوي ونماذج الكمبيوتر لتحديد التغييرات في مستويات PM2.5، ووفقًا لكوبرنيكوس، من المحتمل أن يعزى الانخفاض في PM2.5 جزئيًا إلى التباطؤ في النشاط بسبب التدابير ضد انتشار COVID-19.
وهناك مساهم آخر رئيسي في تلوث الهواء، وهو ثاني أكسيد النيتروجين الذي تم تقييمه مؤخرًا في الصين بواسطة وكالة ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية، وتم الكشف عن الفرق في تركيز ثاني أكسيد النيتروجين في خريطتين أصدرتهما وكالات الفضاء.
ويُظهر الأول تراكيز كبيرة من الغاز فوق بكين وشنغهاي في الأسابيع الثلاثة الأولى من شهر يناير قبل الحجر الصحي.
وتكشف خريطة ثانية في الأسابيع الثلاثة الأخيرة من شهر فبراير عن وجود اختلاف مذهل حيث لم يظهر أي ثاني أكسيد النيتروجين تقريبًا بعد أن فرضت الصين إغلاقًا في ووهان ومدن أخرى في محاولة للسيطرة على انتشار الفيروس.