طور العلماء جهازًا يمكن ارتداؤه يبرد بسرعة أو يسخن الجسم لتتناسب مع درجات الحرارة المحيطة، مما يؤدي إلى إخفاء الاختلافات في حرارة جسم مرتديها والتمويه عن وجوده لنظارات الرؤية الليلية، حيث تم تصميم هذه التقنية كجهاز لاسلكي، ويمكن دمجها في القماش لتكون قابلة للارتداء، حيث إنها قادرة على الانتقال من 50 إلى 100.5 درجة فهرنهايت في أقل من دقيقة.
ووفقا لما ذكره موقع صحيفة "ديلى ميل" البريطانية": "يهدف الباحثون إلى إنشاء سترة باستخدام المواد التي تجعل من يرتديها غير مرئي لأجهزة استشعار الكشف عن الحرارة، حيث يمكن للجنود الاختفاء عن نظارات الرؤية الليلية أثناء وجودهم في ساحة المعركة".
وجاء عن الدراسة التى نشرتها جامعة كاليفورنيا سان دييجو في مجلة المواد الوظيفية المتقدمة، أن التمويه الحراري القائم على مادة Metamaterial يحمل إنجازا كبيرا ولكن تطبيقاتها على البشر لم تتحقق بعد.
فقد أوضحت الدراسة: "يمثل التحكم المباشر في درجة الحرارة استراتيجية أكثر استحسانًا لتحقيق التمويه القابل للضبط ديناميكيًا في نطاق درجة حرارة محيطة واسعة، ولكن لم يتم تطوير نظام تنظيم حراري يمكن ارتداؤه ويمكن تعديله ومناسب للأهداف البشرية".
وأكدت الدراسة: "يوضح هذا العمل وجود جهاز تمويه الأشعة تحت الحمراء على نحو يمكن ارتداؤها والاستجابة لتغير درجة حرارة الخلفية على أساس تأثير التبريد والتدفئة الحرارية".
وعلى الرغم من أن القماش الخارجي إما أن يبرد أو يسخن يقول الفريق إن مرتديها سيبقون في درجة حرارة مريحة داخل ملابسهم.وتتكون الطبقة الخارجية للجهاز من السبائك الحرارية، المواد التي تستخدم الكهرباء لإنشاء فرق في درجة الحرارة، محصورة بين صفائح المطاط الصناعي الممتدة.
وسيعمل الجهاز بالبطارية والتحكم فيه باستخدام لوحة الدوائر اللاسلكية، وتتألف تكنولوجيا التمويه الحراري الحالية من طلاء السطح الذي يغير كمية الطاقة الحرارية المنبعثة على السطح، ويمتص الطلاء الحرارة من جسم مرتديها ويعكس فقط طاقة كافية لتتناسب مع درجة الحرارة المحيطة.
ولكن لا يعمل الطلاء إلا عند درجة حرارة محددة مسبقًا، وإذا كان هناك تغيير في درجة الحرارة المحيطة فإن هذه التقنية تجعلها غير مجدية، لذلك الباحثين في جامعة كاليفورنيا وجدوا التحدي الأكبر حول كيفية توسيع نطاق التكنولوجيا.
ولعل هدفهم هو إنشاء سترة مع التكنولوجيا المدمجة، ولكن في ظل الظروف الحالية، يبلغ وزن الثوب حوالي 4.5 رطل، ويبلغ سمكه حوالي 5 ملليمترات ويعمل فقط لمدة ساعة واحدة، لذلك سيبحث الفريق عن العثور على مواد أخف وأرق حتى يمكن للسترة أن تزن أقل مرتين أو ثلاث مرات.