يشغل كوكب المريخ بال الجميع في صناعة الفضاء، حيث إن هناك بالفعل العديد من المهام الآلية التى تخطط للسفر إلى الكوكب الأحمر، إذ تحاول الشركات ووكالات الفضاء حاليا على إرسال البشر هناك، ولعل هذه المهمة ستطرح المزيد من التحديات، فإن أحد هذه العوائق هو الإشعاع، لذلك يعمل الباحثون على إيجاد طريقة لحماية الطاقم البشرى من الإشعاع الخطير في الفضاء العميق.
ووفقا لما ذكره موقع "space" الأمريكي، تطور البشر تحت الغطاء الواقى وهو الغلاف الجوي للأرض والغلاف المغناطيسي، لذلك أجسادنا ليست مثل الروبوتات التي نطلقها في المناطق النائية من النظام الشمسي، فنحن مخلوقين من مواد عضوية يجب حمايتها من الإشعاع الضار.
ويأتي الإشعاع من موجات الطاقة، فهناك إشعاع من حولنا طوال الوقت، حتى الموز الغني بالبوتاسيوم، ينبعث منه إشعاعًا، لكن كمية الإشعاع التي نتعرض لها بشكل منتظم منخفضة جدًا لدرجة أن جسمنا يتكيف معها بشكل جيد.
ولكن يمكن أن تتسبب بعض موجات الطاقة في إتلاف خلايانا وحمضنا النووي أسرع من إمكانية جسمنا في إصلاح الضرر.
هذه الموجات الضارة جزء من الطيف الكهرومغناطيسي الذي يشمل أشعة جاما والأشعة السينية وبعض الأشعة فوق البنفسجية، لهذا السبب ينصح مسؤولو الصحة الأشخاص باستخدام واقي الشمس.
وتحدث توري برونو، الرئيس التنفيذي لشركة United Launch Alliance لرحلات الفضاء، عن الإشعاع والتحديات التي يطرحها أمام المحاولات للمريخ خلال عرض تقديمي في مختبر الفيزياء التطبيقية Johns Hopkins (APL) في ماريلاند.
قال برونو، إن وكالة ناسا بدأت بالفعل التفكير في هذه المهام من خلال دراسة الشمس باهتمام أكبر، إذ يمكن لمهمات مثل مسبار باركر للطاقة الشمسية التابع لوكالة ناسا، والذي تم إطلاقه في عام 2018 ، والتعاون مع وكالة الفضاء الأوروبية على المدار الشمسي، والذي تم إطلاقه في وقت سابق من هذا العام، أن تساعد فى تحديد تصميم وتوقيت بعثات المريخ بناءً على دورات الشمس من النشاط عن طريق قياس المستويات عندما تصدر الشمس مستويات إشعاع أعلى من المتوسط.
وأضاف برونو في العرض التقديمي، أن المواد التقليدية مثل الماء والخرسانة والرصاص، يتم استخدامها كحاجز احتواء ضد الإشعاع.
وأوضح برونو: "سنحتاج إلى بعض المواد الجديدة الأكثر كفاءة في حماية هذا الإشعاع، ولكن لا شيء يمكننا استخدامه اليوم لإرسال الأشخاص بأمان إلى الكوكب الأحمر والعودة".
لا يتعين على رواد الفضاء في محطة الفضاء الدولية أن يقلقوا كمية هائلة من الإشعاع لأن معظم المهام الفردية تستمر من ستة أشهر إلى أقل من عام.
ولكن تتطلب رحلة الذهاب والعودة إلى المريخ حوالي 180 يومًا، ولن يكون إرسال الأشخاص إلى الكوكب الأحمر جديرًا بالاهتمام إلا إذا كان بإمكانهم قضاء أسابيع أو شهور أو حتى عام كامل هناك لاستكشاف بيئة المريخ.
من الصعب دراسة بيئة الإشعاع هذه من الأرض، فإن إرسال التجارب إلى القمر والمريخ وإجراء ملاحظات صارمة سيكون ضروريًا لإرسال أول بشر إلى المريخ.