بينما تتردد الأنباء حول وجود نقص إمدادات أقنعة الوجه، التي يستخدمها العاملون في المجال الطبي للوقاية من العدوى بفيروس كورونا، سارع مواطن أميركي يدعى إيزاك بادمن وزوجته، وهما فنانان يمتلكان شركة للطباعة ثلاثية الأبعاد، بالمبادرة لتقديم مساعدة إلى مقر اختبار وتحاليل للكشف عن عدوى فيروس كورونا تم إنشاؤه قريبا من محل إقامتهما في نيويورك، بحسب ما نشرته مجلة "نيويوركر".
مساهمات تطوعية فردية
تعد الأقنعة الواقية للوجه، أحد أهم أدوات الحماية الشخصية P.P.E. ضد الإصابة بالعدوى الفيروسية، وبالفعل نجح الزوجان في تصميم وطباعة نموذج أولي لقناع واق للوجه، وبعد مراجعته وتلافي بعض الملاحظات تم تجهيز أشكال مختلفة الأحجام، بما يكفل حماية محكمة ضد وصول أي ميكروبات أو فيروسات إلى عين أو أنف أو فم مرتدي القناع الواقي، وقاما بتشغيل طابعاتهم ثلاثية الأبعاد طوال الليل، حتى تمكنا من تصنيع 50 قناعا واقيا، وتلقيا بعدئذ طلبا من المكتب التنفيذي لمقاطعة أونونداغا الأميركية لتصنيع 300 قناع واق آخر.
وفقا لمسح نشره المؤتمر الأميركي لرؤساء البلديات مؤخرا، فإن حوالي 92% من الأعضاء، البالغ عددهم 213 رئيس بلدية يقيم بها نحو 42 مليون أميركي، لا يتوافر لديهم مجموعات الاختبار أو أقنعة واقية للوجه تكفي لاستخدام رجال الإسعاف والعاملين في مجال الرعاية الصحية؛ فيما يعاني 85% من المستشفيات من نقص في أجهزة التنفس الاصطناعي.
نداء مستشفى ماساتشوستس
وشهدت جميع أنحاء الولايات المتحدة، حملات ومبادرات من جانب فرق متخصصة من العاملين في مجال الرعاية الصحية والمصممين والمهندسين والمصنعين، على غرار ما قام به بادمان وزوجته، لتقديم مساعدات ودعم مماثل.
وقال دكتور جاري تيرني، أخصائي علم الأمراض والمدير المشارك في مبادرة مركز ماساتشوستس العام لابتكارات مكافحة كوفيد-19، إن المبادرة تم تدشينها للتنسيق وتنظيم "التدفق الهائل للدعم" بعد صدور نداء من جانب إدارة مستشفى ماساتشوستس بطلب المساعدة من أي شخص يمتلك ماكينة طباعة ثلاثية الأبعاد، أو أي إمكانيات تصنيع أخرى، لإنتاج معدات الحماية الشخصية للعاملين في مجال الرعاية الصحية.
أجهزة التنفس الصناعى
وأرجحت دورية New England Journal of Medicine الطبية مؤخرًا أن الولايات المتحدة ربما تحتاج لمليون جهاز تنفس صناعى، وتشير التقديرات إلى أن المخزون الحالي للبلاد لا يزيد عن مائة وستين ألف جهاز، بعضها لا يعمل بشكل جيد، حيث اكتشف سكان كاليفورنيا الأسبوع الماضي، أن هناك تلفا وأعطالا بقسم كبير من عدد 170 جهاز تنفس صناعى، تلقتها مستشفيات لوس أنجلوس من احتياطي الطوارئ الفيدرالي.
جهد عالمي للتصنيع الميداني
وفيما تتواصل الجهود لإجراء مسابقات بين المبتكرين لإنتاج أجهزة تنفس اصطناعي سهلة التنفيذ ومنخفضة التكاليف، أصدر الرئيس دونالد ترمب أمرًا إلى شركة جنرال موتورز لتقوم بتصنيع أجهزة تتنفس صناعى لحل أزمة زيادة الطلب على تلك الأجهزة في الولايات المتحدة.
وقامت HP بتحويل مراكز البحث والتطوير الخاصة بها في إسبانيا والولايات المتحدة إلى مصانع للكمامات الطبية وأقنعة الوجه الواقية ومسحات الأنف، التي تستخدم في اختبار كوفيد-19 وأجزاء من أجهزة التنفس الصناعى.
وتتعاون HP أيضًا مع الباحثين لصنع أجزاء من أجهزة التنفس الاصطناعي للمشاركة في جهد عالمي لتصميم وتصنيع الأجهزة ميدانيا في كل بلد.