يعيش العالم كله منذ قرابة 4 أشهر تحت رحمة تفشى فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، الذى يتخوف الناس من أن تطول فترة انتشاره وتزايد خسائره البشرية والاقتصادية بصورة أكبر، وفى ظل هذه التخوفات تقدم بيل جيتس مؤسس شركة مايكروسوفت، بدعوة عاجلة إلى العالم فى محاولة لإيجاد حلول سريعة لإنهاء أزمة الفيروس التاجى.
وأصدر بيل جيتس، دعوة عاجلة إلى قادة العالم للعمل معا على مكافحة فيروس كورونا الجديد وضمان توزيع المعدات الوقائية والعلاجات الجديدة واللقاحات بشكل عادل، وكتب جيتس، فى صحيفة "تلجراف"، داعيا إلى "نهج عالمى" لمكافحة الوباء، ومحذرًا من ترك فيروس كورونا ينتشر فى الدول النامية دون عوائق، مشيرًا إلى أن هذا الأمر سوف "يزدهر" ويتفشى ويضرب الدول الغنية فى موجات لاحقة.
وقال جيتس "الفيروس لا يهتم بالحدود.. حتى لو نجحت الدول الغنية فى إبطاء المرض خلال الأشهر القليلة المقبلة، فقد تعود الإصابات بمرض كوفيد-19، إذا ظل الوباء "حادا" بما يكفى فى أماكن أخرى"، وأضاف "من المحتمل أن تكون مسألة وقت فقط قبل أن يعيد جزء من الكوكب إصابة جزء آخر".
ودعا مؤسس شركة مايكروسوفت - الذى حذر منذ فترة طويلة من انتشار وباء عالمى يقضى على البشر - قادة العالم إلى الانعقاد والاتفاق على 3 إجراءات الآن: "الأول هو التأكد من تخصيص الموارد العالمية لمكافحة هذا الوباء بشكل فعال، أشياء مثل الكمامات والقفازات والاختبارات التشخيصية".
أما الإجراء الثانى، فهو دعوة قادة العالم إلى الالتزام بالبحث الضرورى وتمويل التنمية لتطوير لقاح للفيروس الذى أودى بحياة أكثر من 108 آلاف إنسان، موضحًا أن "هناك ما لا يقل عن 8 لقاحات محتملة لوباء كوفيد-19 قيد التطوير الآن، ولكن هناك حاجة إلى مليارى دولار إضافية إذا ما أريد تسليم هذه اللقاحات فى غضون 18 شهرا"، مشيرًا إلى أن هذا سيكون "أسرع عملية انتقال من رؤية مرض جديد تماما إلى تطوير لقاح ضده"، وذلك وفقًا لما نقلته شبكة "سكاى نيوز" الإخبارية.
والإجراء الثالث، تمثل فى دعوة بيل جيتس، لمجموعة العشرين إلى التفكير فى كيفية تصنيع اللقاحات وتوزيعها الآن، لافتًا "لسنا متأكدين من أن أى اللقاحات ستكون الأكثر فعالية حتى الآن، وكل منها يتطلب تقنية فريدة لصنعه.. وهذا يعنى أن الدول بحاجة إلى الاستثمار فى أنواع مختلفة من مرافق التصنيع حاليا، مع العلم أنه لن يتم استخدام بعضها أبدا.. وإلا فإننا سنضيع شهورا بعد أن ينجح مختبر فى تطوير علاج يحصن ضد المرض، فى انتظار شركة أدوية مصنعة مناسبة لتوسيع نطاق إنتاجه".
وتابع أن هناك مخاوف من أن تسيطر "وطنية اللقاح" على العالم ما لم يتم التوصل إلى اتفاقيات دولية حول كيفية توزيعه، مشددا على أن "الآن" قد تكون لحظة مناسبة للتوصل إلى اتفاقية "التوزيع العادل" لأنه لا توجد دولة تعرف من سينتج اللقاح أولا.