كشفت تجربة كيف يمكن للقطرات من رزاز الفم خلال التحدث أن تنتشر في الهواء، ومن المحتمل أن تنقل فيروس مثل Covid-19، ما لم يرتد المتحدث كمامة، إذ ابتكر العلماء طريقة لتصور التهديد الذي يمثله الخروج بدون كمامة من خلال إنشاء ورقة ضوئية من أشعة الليزر الخضراء داخل صندوق، وتمكن الباحثون من إضاءة قطرات البصاق أثناء خروجها من فم المتحدث، الذي كان يتحدث مباشرة في الصندوق.
ووفقا لما ذكرته صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، تم إجراء التجربة في المعاهد الوطنية للصحة في بيثيسدا بولاية ماريلاند بالولايات المتحدة، حيث إن عددًا كبيرًا من قطرات الفم التي تخرج من فم المتحدث تظهر في الومضات الأكثر إشراقًا.
بينما يزيد المتحدث من حجم خطابه، تزداد كمية البصاق التي يتم رشها، أو القطرات المنتجة، ثم يتم إجراء الاختبار مرة أخرى مع ارتداء قناع فوق الفم.
هذه المرة لا تظهر قطرات من البصق عن طريق الفم مضاءة بواسطة الورقة الخفيفة، مما يشير إلى أن خطر الإصابة بأي شخص قريب سيقل كثيرًا.
يمكن لقطرات الهباء الجوي الأصغر، مثل تلك التي تنتج عند التحدث، أن تجف وتشكل نوى القطيرات، وتبقى محمولة في الهواء لفترة أطول من القطيرات الأكبر الناتجة أثناء السعال، والتي تسقط بسرعة على الأرض.
وهذا يزيد من إمكانية وصول القطرات إلى فرد آخر، مما يسبب العدوى إذا كانت تحتوي على جزيئات الفيروس.
واستنتج باحثو الدراسة أن: "تكرار نفس العبارة ثلاث مرات، مع فترات توقف قصيرة بين العبارات، أنتج نمطًا مشابهًا من الجسيمات المتولدة، مع ذروة أعداد الومضات تصل إلى 347 مع أعلى صوت وانخفاض 227 عندما انخفض قليلاً خلال التجارب الثلاث".
قال الدكتور هارفي فاينبرج ، الذي يرأس اللجنة المعنية بالأمراض المعدية الناشئة: "حتى الكلام الهادئ أو التنفس الأكثر هدوءًا يمكن أن يولد قطرات أصغر قادرة على حمل الفيروس"، مضيفا "ما لا نعرفه هو بالضبط نسبة الفيروس الذي ينتقل ويصيب الآخرين من حجم القطيرات".
في حين تنصح منظمة الصحة العالمية بعدم ارتداء الأقنعة للاستخدام العام قائلة "إذا كنت بصحة جيدة، فأنت تحتاج فقط إلى ارتداء قناع إذا كنت تعتني بشخص مصاب بـ COVID-19".
يوجد تناقض صارخ مع ذلك من المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC)، التى تحث جميع الأمريكيين على ارتداء الأقنعة لحمايتهم، وتثبت التجربة أن الكمامة مهمة جدا للوقاية.