كشفت دراسة حديثة، أن جعل البيئات الحضرية أكثر خضرة بنسبة 10% فقط عن طريق زرع المزيد من الأشجار يمكن أن يمنع الآلاف من الوفيات المبكرة كل عام، حيث أجرى العلماء في معهد برشلونة للصحة العالمية هذه الدراسة لقياس تأثير زيادة الغطاء الشجري في المدن من خلال مدينة فيلادلفيا.
ووفقا لما ذكرته صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، قال الفريق البحثى، إن وجود مدن أكثر خضرة قد يقلل أيضًا من تأثير تغير المناخ، ويدعم التنوع البيولوجي ويعزز الاقتصاد بملايين الجنيهات سنويًا.
وتتبعت النتائج التحليلات الأخيرة التي أجرتها منظمة الصحة العالمية، والتي درست أكثر من ثمانية ملايين شخص على مستوى العالم ووجدت أن المساحات الخضراء حول المنازل يمكن أن تحمي من الموت المبكر لأي سبب.
حلل الباحثون لأول مرة تأثير زيادة المساحات الخضراء في مدينة بأكملها باستخدام تسعة تقارير طولية مختلفة، ويقولون إن النتائج يمكن أن تنطبق على أي مدينة وليس فيلادلفيا فقط.
درس العلماء ثلاثة سيناريوهات محتملة لمدينة فيلادلفيا الأمريكية في عام 2025، مع نتائج قابلة للتكرار لمدن أخرى حول العالم.
وكان البحث يعتمد على الهدف الحالي للمدينة المتمثل في زيادة تغطية الأشجار بنسبة 10% في كل من أحياء المدينة.
وأظهرت الدراسة أن الأحياء الأكثر فقراً ستستفيد أكثر من أي زيادة في المساحات الخضراء، ويمكن أن تحقق زراعة الأشجار بنسبة 10% فقط فائدة اقتصادية سنوية تقدر بنحو أربعة مليارات دولار.
قال منسق الدراسة الدكتور مارك نيوينهويجسن من معهد برشلونة للصحة العالمية أن لكل مدينة خصائصها الخاصة، ولكن هذه الدراسة تعمل على مستوى العالم.
وأضاف: "يمكن إنقاذ العديد من الأرواح عن طريق زيادة الأشجار وتخضير البيئات الحضرية، حتى على مستويات أقل"، موضحا: "بالإضافة إلى هذه الميزة المهمة، تزيد المساحات الخضراء من التنوع البيولوجي وتحد من تأثير تغير المناخ، مما يجعل مدننا أكثر استدامة وأكثر قابلية للعيش".