توصلت دراسة جديدة إلى أن تقلص الغطاء الثلجى فى جبال الهيمالايا يسبب انتشار أزهار الطحالب الخضراء السامة بحيث يمكن رؤيتها من الفضاء، ووجدت الأبحاث الأمريكية القائمة على صور وكالة ناسا أزهارًا من الأنواع البحرية Noctiluca scintillans ، المعروفة باسم "بريق البحر"، التى تبطن السواحل حول بحر العرب.
وتعد Noctiluca scintillans كائنا حيا من العوالق بحجم المليمتر مع القدرة على الازدهار فى المياه الساحلية، يشكل دوامات وشعيرات خضراء سميكة، وكان الكائن الحى المرن، الذى لم يسمع به من قبل 20 عامًا، يتكاثر "بوتيرة مقلقة" حول الهند وباكستان ودول أخرى.
لكن أزهار Noctiluca المتوهجة، التى تحدث سنويًا وتستمر لعدة أشهر، تدفع العوالق التى تلعب دورًا حيويًا فى السلسلة الغذائية فى بحر العرب، وهذا يهدد وفرة الأسماك فى المياه واستمرار وظيفة المصايد التى تدعم 150 مليون شخص.
وقال باحثون إن استمرار تساقط الثلوج فوق منطقة الهيمالايا - تبتان بليتو يغذى توسع Noctiluca بجعل أسطح المحيط أكثر دفئا.
وتربط صور الأقمار الصناعية التابعة لوكالة ناسا تزايد Noctiluca فى بحر العرب مع ذوبان الأنهار الجليدية والرياح الموسمية الشتوية الضعيفة.
قال جواكيم جويز من مرصد لامونت دوهرتى للأرض بجامعة كولومبيا: "ربما يكون هذا أحد أكثر التغييرات الدراماتيكية التى شهدناها والتى تتعلق بتغير المناخ، فنحن نرى Noctiluca فى جنوب شرق آسيا، قبالة سواحل تايلاند وفيتنام، وفى أقصى جنوب سيشيل، وفى كل مكان تزدهر فيه، أصبحت مشكلة".
إن الحجم الهائل لازهار Noctiluca ، الذى ظهر لأول مرة فى أواخر التسعينيات يهدد السلسلة الغذائية الضعيفة بالفعل فى بحر العرب.وأضاف جوس: "إنها تضر أيضا بنوعية المياه وتسبب الكثير من نفوق الأسماك".
وباستخدام التجارب المعملية والبيانات الميدانية وعقود من صور الأقمار الصناعية لوكالة ناسا، تمكن الباحثون من ربط تزايد Noctiluca فى بحر العرب مع ذوبان الأنهار الجليدية والرياح الموسمية الشتوية الضعيفة.
وعادة الرياح الموسمية الشتوية الباردة التى تهب من جبال الهيمالايا تبرد سطح المحيطات، وبمجرد تبريدها تغرق هذه المياه ويتم استبدالها بمياه غنية بالمغذيات من الأسفل، والتى تدعم العوالق النباتية - المنتجين الأساسيين لسلسلة الغذاء.