توصلت دراسة جديدة إلى أن التحول من التخدير العام إلى التخدير الناحى " regional anaesthetics "، - وهو تخدير جزء محدد من الجسم- قد يساعد في خفض انبعاثات الاحتباس الحراري ، مما يساهم في النهاية على تقليل الاحترار العالمي، فيستخدم الأطباء غازات متطايرة وغير صديقة للبيئة، مثل ديفلورين أو أكسيد النيتروز خلال هذه العملية.
وفقا لما ذكرته صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، فإن هذه الغازات المسببة للاحتباس الحراري، التي يمكن الاحتفاظ بها في الغلاف الجوي لمدة تصل إلى 114 عامًا، تتلف طبقة الأوزون في الأرض، مما يزيد من خطر الاحترار العالمي وتغير المناخ.
وقد أجرت إحدى مستشفيات نيويورك العام الماضي، 4% فقط من إجراءات استبدال مفصل الورك والركبة تحت التخدير العام، مقارنةً بمتوسط البلاد البالغ 75%، وقال باحثون أمريكيون إن هذا التحول منع انبعاثات الكربون بما يعادل آلاف الجنيهات من حرق الفحم أو أكثر مما يصدر من ثلاثة ملايين هاتف ذكي مشحون.
يدعو العلماء إلى استخدام التخدير الناحى، الذي يوفر تخفيفًا أكثر فعالية للألم، وله آثار جانبية أقل ويقصر الإقامة في المستشفى.
يستخدم معظم التخدير الناحي عاملًا محليًا لمنع الأعصاب جنبًا إلى جنب مع المهدئات الوريدية، مما يلغي استخدام هذه الغازات.
كما أنه وفقا لتقرير جامعة ملبورن، تجرى كل عام أكثر من 300 مليون عملية رئيسية في المستشفيات حول العالم، ومع ذلك، فإن بعض الغازات التي تستخدم للحث على التخدير العام أقوى بآلاف المرات من غازات الدفيئة المعروفة لدينا مثل ثاني أكسيد الكربون.
تتسرب هذه الغازات إلى الغلاف الجوي ويمكن أن تنتشر في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك القطب الجنوبي.
ويعد استخدام التخدير الناحي وتجنب استخدام عامل الاستنشاق المتطاير قد يمثل فرصة لأطباء التخدير لتقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والمساعدة على منع الاحترار العالمي.
قال الباحث المشارك للدراسة، الدكتور كريستوفر وو في مستشفى الجراحة الخاصة بنيويورك، إن بعض المرضى قد يفضلون التخدير العام، ويرجع ذلك جزئيًا إلى بعض المفاهيم الخاطئة المتعلقة بالخوف من الاستيقاظ من الإجراء.
فيما يعترف الباحثون بأن ليست كل العمليات الجراحية مناسبة لإجراء التخدير الناحي وحده مثل جراحات الدماغ، ويجب أيضًا أن يعتمد قرار استخدام طريقة مخدرة معينة بشكل أساسي على كل مريض وحالته.